الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً. وَاللَّهِ مَا ضَرَّکَ الْقَوْمُ بِمَا نَالُوا مِنْکَ وَمِنْ أبِيکَ الطَّاهِرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکُمَا ، وَلَا ثَلَمُوا مَنْزِلَتَکُمَا مِنَ الْبَيتِ الْمُقَدَّسِ ، وَلَا وَهَنْتُمَا بِمَا أصَابَکُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَلَا مِلْتُمَا إلَي الْعَيشِ فِي الدُّنْيا ، وَلَا تَکَرَّهْتُمَا مُبَاشَرَهَ الْمَنَايا ، إذْ کُنْتُمَا قَدْ رَأيتُمَا مَنَازِلَکُمَا فِي الْجَنَّهِ ، قَبْلَ أنْ تَصِيرَا إلَيهَا ، فَاخْتَرْتُمَاهَا قَبْلَ أنْ تَنْتَقِلَا إلَيهَا ، فَسُرِرْتُمْ وَسَرَرْتُمْ.
فَهَنِيئاً لَکُمْ يا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ التَّمَسُّکُ مِنَ النَّبِي صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، بِالسَّيدِ السَّابِقِ ، حَمْزَهَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَقَدِمْتُمَا عَلَيهِ ، وَقَدْ أُلْحِقْتُمَا بِأوْثَقِ عُرْوَهٍ ، وَأقْوَي سَبَبٍ.
صَلَّي اللَّهُ عَلَيکَ أيهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ الْمُکَرَّمُ ، وَالسَّيدُ الْمُقَدَّمُ ، الَّذِي عَاشَ سَعِيداً ، وَمَاتَ شَهِيداً ، وَذَهَبَ فَقِيداً ، فَلَمْ تَتَمَتَّعْ مِنَ الدُّنْيا إلَّا بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَلَمْ تَتَشَاغَلْ إلَّا بِالْمَتْجَرِ الرَّابِحِ. أشْهَدُ أنَّکَ مِنَ الْفَرِحِينَ (بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أنْ لَا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلا هُمْ يحْزَنُونَ) (١) وَتِلْکَ مَنْزِلَهُ کُلِّ شَهِيدٍ ، (فَکَيفَ) (٢) مَنْزِلَهُ الْحَبِيبِ إلَي اللَّهِ ، الْقَرِيبِ إلَي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، زَادَکَ اللَّهُ مِنْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ (٣) آل عمران : ١٧١.
٢ ـ في «ب».