لِلْكَافِرِينَ ) (١) و ( يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) (٢) و ( عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ) (٣) وجنة المأوى هي دار الثواب ، فدلّ على أنها مخلوقة الآن في السماء .
واحتج أبو هاشم بقوله تعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) (٤) فلو كانت الجنة مخلوقة الآن ، لوجب هلاكها ، والتالي باطل ، لقوله تعالى : ( أُكُلُهَا دَائِمٌ ) (٥) .
وأجاب العلّامة عن ذلك بقوله : إن دوام الأُكل إشارة إلى دوام المأكول بالنوع ، بمعنى دوام خلق أمثاله ، وأُكل الجنة يفنى بالأكل ، إلّا أنه تعالى يخلق مثله ، والهلاك هو الخروج عن الانتفاع ، ولا ريب أنّ مع فناء المكلفين تخرج الجنة عن حدّ الانتفاع ، فتبقى هالكة بهذا المعنى (٦) .
معناها اللغوي : الأشراط في اللغة : جمع شَرَط ، ويراد به العلامة ، وأشراط الساعة : أعلامها ، أو علاماتها الدالّة عليها ، وعن ابن عباس رضياللهعنه : معالمها ، قال تعالى : ( فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً
__________________________
١) سورة البقرة : ٢ / ٢٤ .
٢) سورة البقرة : ٢ / ٣٥ .
٣) سورة النجم : ٥٣ / ١٥ .
٤) سورة القصص : ٢٨ / ٨٨ .
٥) سورة الرعد : ١٣ / ٣٥ .
٦) كشف المراد / العلامة الحلي : ٤٥٣ ، وراجع شرح المواقف / الجرجاني ٨ : ٣٠١ ـ ٣٠٣ .