من خصائص الجسم والمادة في شيء على ما بيناه .
أما علاقة الجسم والأعضاء بهذه الروح فهي علاقة أدوات وآلات لظهور حركتها وإبراز آثارها وأفعالها ، مع أنعكاس أثر كل منهما على الآخر ، فالخوف والرهبة والسرور والابتهاج تنعكس آثارها على أعضاء الجسم من حيث التقلص وتغيّر اللون وغيرهما ، كما أن ضعف الأدوات أو تلفها يؤثر على النشاط الفكري والعقلي ، وتستمر العلاقة بين الروح وأدواتها المادية في يوم النشور حيث تعاد الروح إلى البدن ، وتكون الجوارح شاهدة على فعل الروح ، كما دلّ عليه صريح القرآن الكريم في عدة آيات ، منها قوله تعالى : ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (١) .
على أنه لا يمكن الجزم في الأساس الذي تقوم عليه العلاقة المتبادلة بين الروح والجسد ، فهل تقوم على أساس الامتزاج بينهما ، أو على أنهما شيء واحد ، أو على أساس استقلال كل منهما عن الآخر بصورة موضوعية ؟ إنه من أمر ربي وهو العالم بجلية الحال .
اتفق المسلمون على حقية المعاد وثبوت النشأة الآخرة ، وشاطرهم المحققون من الفلاسفة الرأي في ذلك ، ولكن اختلفوا في كيفية المعاد على قولين :
__________________________
١) سورة النور : ٢٤ / ٢٤ .