وتوجه جملة من أقطاب الفلسفة إلى دراسة النوم مستنيرين بمشكاة العلوم النفسية الحديثة ، فسجّلوا حوادث روحية مدهشة وظواهر عجيبة توصلوا من خلالها إلى نتائج باهرة ، ومن هؤلاء الاستاذ البريطاني ميارس المدرس في جامعة كمبردج ، وصاحب كتاب ( الشخصية الإنسانية ) الذي ذكر فيه عدة مشاهد وتجارب من عالم التنويم المغناطيسي ، واعتبرها من المسائل التجريبية التي لا يمكن تعليلها بعلم وظائف الأعضاء ، بل هي تثبت أنّ الانسان مع تركّبه من جسم مادي يشتمل على سرٍّ روحي يستمدّ وجوده من العالم الروحاني ومن العالم الأرضي ، وتلك هي حقيقة الانسان الكريمة ، على حدّ تعبيره .
وخطا هذا العلم خطوات واسعة في مجال عالم الروح الرحب على أيدي نخبة من العلماء الذين تخصصوا به وحققوا نتائج علمية فائقة تقوم على أساس البحث والتحقيق ، ومنهم العالم البريطاني جيمس برايد ، ونولز ، وشاركو ، وفيليب كارث وغيرهم (١) .
ومن مجموع الأدلة التي قدمناها تبين أن شخصية الانسان التي يشار إليها بالأنا ليست بجسم ولا أجزاء من هذا الجسم ، لأن هذه الشخصية تتصف بالعلم والادراك ، ولا تتبدل بتبدّل الجسم والأعضاء ، ولا تخضع لقوانين الزمان والمكان خضوع الجسم لها ، وتتميز بخصائص اُخرى ليست
__________________________
١) راجع : اُصول العقائد في الإسلام / اللاري ٤ : ٨٩ و ٩٢ ـ ٩٤ ـ الدار الإسلامية ـ بيروت ، الحياة بعد الموت / رضا المطوّف السماوي : ٢٩٧ ـ ٣١٥ ـ دار الزهراء ـ بيروت ، دائرة معارف القرن العشرين / وجدي ٤ : ٣٦٥ ـ ٤٠٠ و ١٠ : ٤٠٠ ـ ٤٠٩ .