فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ) (١) ، وهذه الآية تدلّ على اثنتين من خصال القيامة :
الاُولى : أنّها تأتي بَغْتةً ، أي فَجأةً ، كما في قوله تعالى : ( لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ) (٢) وهو يدلّ على أنّ وقت حدوثها مختص به تعالى ( قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ) (٣) .
الثانية : إذا بدأت مقدمات القيامة وظهرت أشراطها لا تنفع عندها الذكرى ، كما قال تعالى : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) (٤) فلا تُقبل عند حدوثها التوبة ، ولا ينفع الإيمان والطاعة لزوال التكليف .
أنواعها : على ضوء ما ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة ، يمكن تقسيم أشراط الساعة إلى قسمين :
الأول : ما يخصّ سلوك الناس في آخر الزمان ، وما يتّصل بذلك من فتن وحروب ، وقد أسهبت الأحاديث في وصف ذلك الزمان سواء على صعيد وصف تعامل الناس ، أم الأحداث التي تُلمّ بهم .
منها ما رواه ابن عباس عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : « من أشراط الساعة : إضاعة الصلوات ، واتباع الشهوات ، والميل إلى الأهواء ، وتعظيم
__________________________
١) لسان العرب / ابن منظور ـ شرط ـ ٧ : ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ، مجمع البيان / الطبرسي ٩ : ١٥٤ ، تفسير الميزان / الطباطبائي ١٨ : ٢٣٦ ، والآية من سورة محمد : ٤٧ / ١٨ .
٢) سورة الأعراف : ٧ / ١٨٧ .
٣) سورة الأعراف : ٧ / ١٨٧ .
٤) سورة الأنعام : ٦ / ١٥٨ .