فاتحة سنة سبع وثلاثين ومائة وأشهر حتى (١) هزمه الله. واجتمع الأمر لأبي جعفر في سنة سبع وثلاثين ومائة ، فلم يكن للناس في تلك السنة صائغة إلّا أنّ أبا جعفر كتب إلى صالح بن علي في ولايته الشام وما كان يليه من مصر ويأمره بالمسير إلى مقدم الشام ، فقدم فنزل دير سمعان وحلب وما يليها فكان ذلك أمنا للبلاد في تلك السنة ، ثم غزا أبو جعفر سنة ثمان وثلاثين ومائة جماعة من أهل الشام والجزيرة والموصل ، ومن كان مع صالح بن علي من جيوش أهل خراسان.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، أنا إسماعيل بن علي الخطبي (٢) ، قال :
ثم ما كان من أمر عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس في ابتداء خلافة المنصور وذلك أن أبا العباس أمير المؤمنين عبد الله بن محمّد بن علي حين ولي الأمر وجه عمّه عبد الله بن علي لقتال مروان بن محمّد ، وضمّ إليه الجيش ، وضمن (٣) له فيما ذكر أن حرز قتل مروان على يده أن يعهد إليه ويجعله الخليفة من بعده ، فجرى قتل مروان على يديه ، وأقام بالشام أميرا عليها ، وكثرت معه الجيوش والأموال إلى أن حضرت أبا العباس الوفاة ، وقد تغيّر رواية (٤) في عبد الله بن علي ، فعهد إلى أخيه أبي جعفر عبد الله بن محمّد المنصور ، ومن بعده إلى عيسى بن موسى بن محمّد بن علي ، وكان أبو جعفر يسير عاما في الحج بمكة ، فوصى أبو العبّاس بذلك إلى عمّه أبي العبّاس عيسى بن علي ، وأمره بالقيام بالأمر لأبي جعفر أخيه ، وأخذ البيعة على الناس ولابن أخيه عيسى بن موسى من بعده ، وتوفي أبو العبّاس بالأنبار ، فقام بالأمر عيسى بن علي إلى وقت قدوم أبي جعفر وبلغ عبد الله بن علي وفاة أبي العبّاس وما صنع فدعا من معه من الناس إلى مبايعته على الخلافة ، واحتجّ بما كان أبو العباس وعده به من ذلك فبايعه الناس على ما دعاهم إليه من ذلك ، وخالف أبو جعفر وغلب على الشام وديار ربيعة وديار مضر وجبل قنّسرين والعواصم (٥) والثغور وتلك البلاد ، وحصل بينه وبين المنصور مكاتبات ومراسلات ، ثم وجّه إليه أبو جعفر بأبي مسلم فلقيه فحاربه فهزمه أبو
__________________
(١) عن المختصر وبالأصل : حين.
(٢) بالأصل : «الحطي».
(٣) بالأصل : وضم.
(٤) كذا رسمها بالأصل.
(٥) العواصم : حصون موانع وولاية تحيط بها بين حلب وأنطاكية وقصبتها أنطاكية. (ياقوت).