ولله در القائل :
نحن قسمنا الرزق بين الورى |
|
فأدب النفس ولا تعترض |
وسلم الأمر لأحكامنا |
|
فكل عبد رزقه قد فرض |
ومن محاسن المدينة :
منهل السوق ، وهو المقابل للمدرسة الزمنية في الرحبة التي عند باب السلام فإنه يستقي منه أكثر أهل المدينة السنية والذي ساقها إلى ذلك الموضع الحسين بن أبي الهيجاء في حدود الستين وخمسمائة وجعل لها درجّا متسعّا وقيل أسامة من أمر الشام ولعله جددها وتعرف بالعين الزرقا لأن مروان الأزرق بن الحكم هو الذي أجراها وهو وال على المدينة المنورة ، وأصلها من غربي قباء من ثلاثة آبار بئر النبي صلّى الله تعالى وسلم عليه وبئر الرباط والتي في بئر عدن وهي تجري إلى المصلى وعليها فيه قبة يخرج منها الماء في وجهين شرقي وشمالي ، وعلى ذكر الزرقا قال في الوفا وتسميه به لأن مروان الذي أجراها كان أزرق العين وكان القياس أن يقال عين الأزرق ، وقال القيراطي شعر :
ما لعين سودا مني نصت |
|
بعد حبي لعينها الزرقا |
أي زرقا بان لي من سقاها |
|
ما اختفى نوره عن الزرقا |
فما أحلى ما قال :
مدينة خير الخلق تحلو لناظري |
|
فلا تعذروني إن فتنت بها عشقا |
يقولون من زرق العيون شامة |
|
وعندي أن اليمن في عينها الزرقا |
والمناهل اليوم بالمدينة المنورة منهلان بالمصلى ومنهلان بالذكي ومنهلان بالقلعة ومنهلان بالساحة ومنهل بالحارة ومنهل بالثنية والمنهل المذكور وكلها تعرف بالعيون وكلها من عين الأزرق والعين التي أجراها محمد باشا وقد أحسن عمارتها آل عثمان وجعلوا لها خدامّا وجعلوا لهم أرزاقا على ذلك فهي في الحقيقة من حسنات آل عثمان خلد الله تعالى دولتهم إذ لولاهم لاندرست آثارها. فائدة قال الواقدي كان بالمدينة على زمن معاوية صوافي كثيرة وكان يجد بالمدينة المنورة وأعراضها آيه وخمسون ألف وسق ويحصد مائة ألف وسق من الحنطة كذا في الخلاصة (١) ومن محاسن ما اشتمل عليه السنور حمام الوزير محمد باشا فإن فيها نفعا عاما ورحمة من الله تعالى وأنعامّا وهي حسنة الوضع والبناء المحكم مشيدة الأروقة القائمة على النمط الأقوم.
__________________
(١) غير مقروء في أ.