سأستعطف الأيام فيك لعلها |
|
بيوم سرور في هواك تثيب |
قلت
ولعل تكرار اسم الحبيب في القافية غير مذموم فإنه لا يضر شيء مع اسمه وعلى ذكر المطر في التهنية به.
لله يوم قد همت سحبه |
|
بسفح روض طيب النسمه |
وظبي أنس حن قلبي له |
|
إذ قال لي تهنيكم الرحمه |
فائدة :
سيل الحجاب كان بمكة المشرفة واحتجب دورا كثيرة وأحاط بالكعبة وكان في إمارة عبد الملك بن مروان سحر يوم التروية من عام ثمانين وحكى السيوطي في تاريخ الخلفاء ، انه جاء سيل في أيام عبد الله بن الزبير طبق البيت الحرام فكان يطوف سجاته وهو أول من كسى الكعبة الديباج وكان له مائة غلام لكل غلام لغة ليست لصاحبه فكان يكلم كل غلام بلغته وللصيفي الحلي :
بقدر لغات المرء يكثر نفعه |
|
وتلك له عند الممات أعوان |
فهافت على حفظ اللغات مجاهدا |
|
فكل لسان في الحقيقة إنسان |
وفي سنة إحدى وسبعين وتسعمائة ، طاف بالبيت سيل عظيم خرب الدور وأخلى البقاع وعلا على الركن اليماني مقدار ذراع وفي سنة ٩٧١ وفي سنة تسع وثلاثين ألف دخل مكة سيل لم يعهد مثله بحيث هدم الدور وذهب بالمال والرجال ودخل إلى المسجد وطاف بالبيت بحيث كان تاريخه رقى إلى قفل بيت الله وبسببه انهدمت الكعبة وعمل الناس في ذلك التواريخ والاشعار وكثر اللغط في عام تاريخه غلط وفي سنة أربعين بعد الألف كان بناء البيت الشريف ومن التواريخ المنثورة (١) فيه ورفع الله قواعد البيت وكانت هذه الفضيلة مما اختص بها السلطان الأعظم والخاقان المكرم واسطة عقد آل عثمان والمخصوص بالمناقب التي يعجز عنها البيان المسدد في الاصدار والايراد ، مولانا السلطان مراد أصلح الله تعالى بما مضى اهتمامه فساد العباد وعم بعدل سيرته البلاد ولا انفك منشور عزه مكتوبا على جبهة الشمس وجماجم أعدائه مندرسة كأن لم تفن بالأمس فيا له من أثر نعفو دونه المآثر ويا له من تاريخ خير يبقى مع الدهر الداهر وأكرم بها فضيلة اختصه الله تعالى بها دون آبائه وشرفا يسطر خبره في صدر قرطاس أبنائه :
__________________
(١) في ب [المنشورة].