بعد ذاك المورد العذب لقد |
|
بت لا تطلب نفسي موردا |
قل لهم لا صبر عنكم فإذا |
|
كان بعد لا تطيلوا الأمدا |
بيننا موعد وصل وهم |
|
عرب لا يخلفون (١) الموعدا |
ما رأينا أحدا إلا انثنى |
|
طربّا يوم رأينا أحدا |
وبدا من دون سلع قمر |
|
حبه في جلدي قد خلدا |
أشرقت من نوره الأرض لنا |
|
فكان الليل صبح قد بدا |
كيف صبري على حبيب قد غدا |
|
بالمعالي والمعاني مفردا |
إن عيشا قد مضى في قربه |
|
لست أنساه ولو طال المدا |
أيها الحادي دع العيس ونم |
|
[قد كفاها سوقها](٢) عمن حدا |
رقد القوم عليها وهي من |
|
شوقها قد منعت أن ترقدا |
لو تراها راقصات في الفلا |
|
قد شجاها صوت حاد أنشدا |
ذكرت سلعا وسلع منتهى |
|
أمل الساري إذا ما اجتهدا |
ليس من يسهر في كسب العلا |
|
مثل من يرقد فيمن رقدا |
لا تقل ما لي زاد فالذي |
|
أنت ترجوكم فقيرا زودا |
ختم الرسل به رب الورى |
|
وبه في رتبة الفضل ابتدا |
وهو عنهم خير في بعثه |
|
وهو في الفضل عليهم مبتدا |
وجد الناس وهم في حاجة |
|
فنوى كل نوال وجدا |
وجلا عن كل قلب وجلا |
|
وفدا من ذنبه من وفدا |
سلم الله على خير الورى |
|
وعلى أصحابه أهل الندا |
وعلى الآل سلام عاطر |
|
وثناء من محب سرمدا |
وقال الشيخ أبو بكر الرداد :
لي باكناف طيبة بين سلع |
|
والقوالي مسامر وشجون |
وحبيب إذا نألف برق |
|
من سنا أرضه تفيض العيون |
يا أهيل الحمى وبان المصلى |
|
وقباب النقا بكم استعين |
طال فقدي وباع جهدي قصير |
|
وبكم أصعب الأمور يهون |
فالدراك المدراك يا أهل نجد |
|
قبل أن تذهب البقايا الغبون |
وعسى عطفه تسكن جانبي |
|
وعسى عودة بها أستكين |
__________________
(١) في ب [يخلفوا].
(٢) في ب [كفا عاشقوها].