وقال القيراطي :
عرض إلى ركب الحجاز اسائله |
|
في عهده بسكان سلع |
فاتني أن أرى الديار بطرفي |
|
فلعلي أرى الديار بسمعي |
وأما مساجد الفتح وهي من غربي سلع ، فالأول المرتفع على قطعة منه يسمى مسجد الأحزاب ، ومساحته عشرون ذراعا في سبعة عشر صح أنه صلى الله تعالى وسلم عليه صلى فيه ودعا فيه عليهم يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء (١) وهذا هو الأصل في تخصيص هذا اليوم بزيارة هذه المساجد ، وسمى مسجد الفتح لقوله عليهالسلام ابشروا بفتح الله ونصره (٢) ، لأن سورة الفتح به نزلت والمسجد الذي يلي الأعلى قبله مسجد سلمان رضي الله تعالى عنه ويعرف بمسجد علي كرم الله وجهه ومساحته ثلاثة عشر في ستة عشر ، والثالث مسجد الصديق رضي الله تعالى عنه والرابع في قبلة الثالث ، على قطعة من جبل سلع ، ويعرف بمسجد أبي ذر رضي الله تعالى عنه ، صح أنه عليهالسلام صلى في كل من هذه المساجد (٣) وفي غربي المسجد الثالث صهريج يمتلي من سبل أبي جيدة وعليه ايوان لطيفة يقال له من عمارة إبراهيم آغا وفي غربي الصهريج ، حديقة لطيفة وسبيل عمر في سنة ثمان وأربعين وألف وخلفه إلى جانب المغرب حدائق وبساتين ومزارع وفي شرقي سلع حول مناخ الراكب الشامي ، حدائق ذات بهجة من أحسنها الزكي وهي حديقة ذات نضارة وعمارة وهي عند مشهد السيد محمد الزكي وبه عرفت وهي في قبلة ثنية الوداع وعلى ذكر الثنية فما أحسن ما قال :
جلا ثغر أو اطلع لي نيابا (٤) |
|
يسوق بها المحب إلى المنايا |
وأنشد ثغره الأصحاب فخرا |
|
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا |
وقال صدر الدين بن الفيومي :
جلا مسواك خير در |
|
فجل بذاك واكتسب المزايا |
وأنشد صحبة تيها وعجبا |
|
أنا بن جلا وطلاع الثنايا |
ومن الحدائق المعتبرة هنالك الحديقة القيرسلية وهي قبلة مسجد الراية والحديقة المكارمية والحديقة السنانية والحديقة الحمامية والحديقة الفيرزوية وعمارة الوزير مصطفى باشا منارة كأنها جنان يسلوا بها عن همه الجنان.
__________________
(١) لم أجده.
(٢) ورد في دلائل النبوة للبيهقي ٣ / ٤٠٣.
(٣) لم أجده.
(٤) في ب [ثيابا].