ذلك اليوم سم ولا سحر وفي الصحيحين «إن في عجوة العالية شفاء ، وانها ترياق أول البكرة (١) قال في المحيط العجوة تمر كريم ـ صلب ملزز ، متين القوة ينفع من السموم الباردة وينفع من لسعة العقرب.
قال الأزهري : والصيحاني منها وعنه عليه الصلاة والسلام «كلوا البلح بالتمر فإن الشيطان يجري إذا رأى ابن آدم يأكله (٢) ، يقول عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق فائدة قال الشيخ أبو محمد الجوني في كتابه الفرق والجمع وفي أبواب الزكاة [كنت (٣)] بالمدينة فدخل علي بعض أصحابي فقال كنا عند الأمير فتذاكروا أنواع التمر بالمدينة فبلغت أنواع الأسود ستين ثم قالوا وأنواع الأحمر فبلغت هذا المبلغ وفي زهر الرياض بلغت أنواع التمر بالمدينة مائة وبضعا وثلاثين (٤) ، منها الصيحاني وهو نخل يعرف إلى الآن بهذا الاسم وهو بيد أولاد صفوي بن سليمان الطفيلي الحسيني قلت هو من أم عشر ، مجرى السيل بالحرة الغربية بعضه لبني السفر وبعضه لبعض بني حسين وأخرج ابن المؤيد الحموي عن جابر رضياللهعنه قال كنت مع النبي صلى الله تعالى وسلم عليه في بعض حيطان المدينة ويد علي في يده فمررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد
__________________
ـ الأدوية الحارة ما هو أولى بذلك من التمر ، والأولى أن ذلك خاص بعجوة المدينة ، ثم هل هو خاص بزمان نطقه أو في كل زمان أهذا محتمل ويرفع هذا الاحتمال التجربة المتكررة نحن جرب ذلك فصح منه عرف أنه مستمر وإلا فهو مخصوص بذلك الزمان. قال : وأما خصوصية هذا العدد فقد جاء في مواطن كثيرة من الطب كحديث «صبوا على من سبع قرب» وقوله للمفؤد الذي وجهه للحارث بن كلدة أن يلده بسبع تمرات ، وجاء تعويذه سبع مرات إلى غير ذلك. وأما في غير الطب فكثير فما جاء من هذا العدد في معرض التداوي فذلك لخاصية لا يعلمها إلا الله أو من أطلعه على ذلك وما جاء منه في غير معرض التداوي فإن العرب تضع هذا العدد موضع الكثرة وإن لم ترد عددا بعينه. وقال ابن القيم : عجوة المدينة من أنفع تمر الحجاز وهو صنف كريم ملززمتين الجسم والقوة وهو من ألين التمر وألذّه قال : والتمر في الأصل من أكثر الثمار تغذية لما فيه من الجوهر الحار الرطب ، وأكله على الريق يقتل الديدان لما فيه من القوة الترياقية فإذا أديم أكله على الريق خفف مادة الدود وأضعفه أو قتله جبرا. قال الحافظ : وفي كلامه إشارة إلى أن المراد نوع خاص من السم وهو ما ينشأ عن الديدان التي في البطن لا كل السموم لكن سياق الخبر يقتضي التعميم لأنه نكرة في سياق النفي وعلى تقديم التسليم في السم فماذا يصنع في السحر. انظر فتح الباري (١٠ / ٢٥١).
(١) مسلم في الأشربة (٣ / ١٦١٩) ـ الحديث (١٥٦ / ٢٠٤) والإمام أحمد في مسنده (٦ / ١٧١) ـ الحديث (٢٤٧٩).
(٢) أخرجه ابن ماجه في الأطعمه ٢ / ١١٠٥ الحديث ٣٣٣٠. وأخرجه الحاكم في المستدرك ٤ / ١٢١ قال الذهبي حديث منكر ، ولم يصححه المؤلف.
(٣) سقط من ب.
(٤) في ب [ثمانين].