السلام] لمواطن صح واشتملت تربتها على جسد سيد البشر ، وانتشر عنها من دين الله تعالى ما انتشر. مدارس آيات ومساجد صلوات ، ومشاهد خيرات ، ومعاهد معجزات ، مناسك دين ، ومسالك تمكين ، مواقف سيد المرسلين ، ومتبوء خاتم النبيين ، حيث انفجرت النبوة وفاض عبابها ومواطن [مهابط](١) الرسالة وأول [أرض](٢) مس جلد المصطفى ترابها ، أن تعظم حوماتها وتستنشق نفحاتها ، وتقبل ربوعها وساحاتها.
دار خير المرسلين ومن به |
|
هدى الأنام وخص بالآيات |
عندي لأجلك لوعة وصبابة |
|
وتشوق متضاعف الزفرات |
وعلي عهد إن ملأت محاجري |
|
من تلكم الحومات والساحات |
لأعفرن مصون وجهي [بينها](٣) |
|
وأقبل الآثار والحجرات |
قال في المواهب اللدنية : وقد أطلت في الاحتجاج لتفضيل المدينة على مكة ، وإن كان مذهب إمامنا الشافعي تفضيل مكة لأن هوى كل نفس حيث حل حبيبها على أن للقلم في أرجاء تفضيل المدينة مجالا واسعا ومقالا جامعا ، لكن الرغبة في الاختصار تطوي أطراف بساطه والرهبة من الإكثار [تصدق](٤) وعن تطويله وإفراطه وأنت إذا تأملت قوله عليهالسلام «يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون والذي نفسي بيده لا يخرج أحد منها رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه» (٥) ظهر لك أن فيها [إشعارا يذم](٦) الخروج من المدينة بل نقل المحب الطبري عن قوم انه عام أي مطلقّا [أبدا](٧) وقال انه ظاهر [اللفظ](٨) انتهى.
وأقول [في المعنى](٩)
أيا ساكني أكناف طيبة حسبكم |
|
من السعي [للعليا](١٠) جيرة أحمد |
__________________
(١) في ب [مرابط].
(٢) في ب [جلد].
(٣) في ب [بنيها].
(٤) سقط من «ب».
(٥) أخرجه مسلم في الحج (٢ / ١٠٠٥) ـ الحديث (٤٨٧ / ١٣٨١). والإمام مالك في الموطأ في الجامع (٢ / ٨٨٧) ـ (٧).
والإمام أحمد في مسنده (٢ / ٦١١) ـ الحديث (١٠٠٦).
(٦) كشط في «أ».
(٧) سقط من «أ».
(٨) في أ [اللغة].
(٩) سقط من «أ».
(١٠) في ب [للعمياء].