رسول الله صلىاللهعليهوسلم [٢٥]. قال (١) أين؟. قال : يدفن حيث قبض الله تعالى روحه. فانه جل وعز لم يقبضه الا في مكان طيب. فعرفوا انه كما قال. ثم قال : عندكم صاحبكم. ثم خرج. فاجتمع اليه المهاجرون أو من اجتمع اليه منهم. فقالوا انطلق الى اخواننا من الأنصار فإن لهم في هذا الحق نصيبا. فذهبوا حتى أتوا الأنصار ، وانهم ليتآمرون بينهم ، إذ قال رجل من الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير. فأخذ عمر بيد أبي بكر وقال : سيفان في غمد إذن لا يصلحا. ولكن من له هذه الثلاثة ، (إِذْ هُما فِي الْغارِ) ، من هما (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ : لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا)(٢) مع من. فبسط يد أبي بكر فضرب عليها. ثم قال للناس : بايعوا. فبايع أحسن بيعة.
حدثنا أسلم ، قال : ثنا علي بن مطر ، قال : ثنا قرة بن عيسى ، قال : ثنا سلمة بن نبيط ، قال : حدثني أبي أو جدي (يعني عن أبيه) قال : حججت مع أبي وعمّي فقال لي أبي : أترى صاحب الجمل (٣) الاحمر الذي يخطب. ذاك رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
من روى عن عوف بن مالك الأشجعي
حدثنا اسلم ، قال : ثنا يحيى بن داود ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : ثنا سفيان بن حسين عن هشام بن يوسف عن عوف بن مالك ، قال : استأذنت على رسول الله ، فقلت : أدخل؟ قال : ادخل. قلت : كلّي؟ قال : كلّك. فدخلت عليه وهو يتوضأ وضوءا مكيثا (٤). قال : يا عوف بن مالك ، ستّ قبل الساعة : موت نبيكم صلىاللهعليهوسلم. وفتح بيت المقدس. [٢٦] ثم موت يأخذكم تقعصون (٥) كما تقعص الغنم. ثم تظهر الفتن. وتكثر
__________________
(٤٦) في هامش الأصل : كذا في.
(٤٧) سورة التوبة. الآية ٤٠.
(٤٨) نسخة ح : الحمل.
(٤٩) المكيث : الرزين المتأنّي.
(٥٠) يقال : قعصه قعصا : طعنه بالرمح طعنا سريعا ، أو قتله مكانه.