حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الحميد بن بيان ، قال سمعت ابي يقول : خرج سيار الى البصرة فقام يصلّي الى سارية المسجد الجامع. وكان حسن الصلاة ، وعليه ثياب جياد. فرآه مالك بن دينار ، فجلس اليه فسلّم سيار فقال له مالك : هذه الصلاة وهذه الثياب؟ فقال له سيار : ثيابي هذه رفعتني عندك أو تضعني؟ فقال : تضعك. قال : هذا أردت. ثم قال له : يا مالك. إني لأحسب ثوبيك (١) هذين قد أنزلاك من نفسك ما لم ينزلك الله تعالى. فبكى مالك وقال له : أنت سيار؟ قال : نعم. فعانقه.
حدثنا أسلم ، قال : ثنا أحمد بن سعيد الزهري. قال : ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال : ثنا عمر بن علي بن مقدم ، قال : جاء سيار الى مجلس مالك وعليه ثوب مورّد ، فجعل مالك ينظر اليه ، فقال [٦٣] له سيار : مالك تنظر اليّ؟ قال مالك : يلبس أحدهم ثوبا موردا ، ثم يجيء. فقال له سيار : ثوبي هذا وضعني عندك أو رفعني؟ قال : لا ، بل وضعك. قال : يا حبذا ثوب وضعني لا مثل ثوبك هذا. قال له أنت سيار؟ قال نعم.
فجاء مالك فقعد بين يديه (٢).
حدثنا أسلم ، قال : ثنا أسد بن الحكم ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : قدم عبيد الله بن عمر الكوفة. فلما خرج الى المدينة شيّعه سيار منازل. فدفع اليه خمسمائة درهم. فأبى أن يقبلها. وقال : إني انما شيّعتك حبا لعمر بن الخطاب رضوان الله عليه فما كنت لا زراك (٣) عليه شيئا.
حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن ابان ، قال : ثنا هشيم ، قال : انا سيار أبو الحكم ، قال ثنا أبو وائل ، قال : جاء رجل الى عبد الله بن مسعود ، فقال : إني قرأت البارحة المفصّل. فقال عبد الله : هذّا كهذّ الشعر ونثرا كنثر
__________________
(٣١) نسخة ح : ثبوبيك. وهو تصحيف.
(٣٢) في هامش الأصل ، قول الناسخ : آخر الجزء الثالث من أجزاء الشيخ.
(٣٣) يقال : رزي عليه زريا وزراية : عابه وعتب عليه.