وصولنا ، فلم يحسن استقبالنا : لقد التقيناه عند مدخل المعسكر ، في الهواء الطلق ، ونحن وقوف ، بلا قهوة ولا شيشة ، بل إنه لم يدخلنا إلى خيمته. كنّا ممتعضين لأنّه أساء استقبالنا ، وأعلمناه بذلك عن طريق خادم تركي كنا نستخدمه ، وطلبنا منه قصدا أن ينقل إليه الرسالة بالتركية ؛ وهو أمر يغضب المصريين والعرب لأن التركية لغة الغزاة. لقد انزعج من توبيخنا له / ٨٥ / ، وأراد بدوره أن يثأر منا لذلك ، فطلب أن نسأل عن جوازات سفرنا ؛ نعم أيها القارئ ، جوازات سفر في سيناء! إن مصر الغنية بأسباب الحضارة الأوروبية لم تنس من بينها هذا السبب (جوازات السفر). كان ذلك البنباشي يظن أنه سيجد في أوراقنا نقصا ، إلّا أنه نال ما يستحق ؛ لقد كان رفيقي نظاميا ، وكنت أنا أكثر نظامية منه ، لأن مبدئي في السفر هو الحصول على عدد كبير من التأشيرات ، وعدم الاقتصاد في ذلك ، لكي أتجنب الانزعاج والتأخير ؛ لذلك كان معي جواز سفر خاص بالذهاب إلى سيناء حصلت عليه من القنصل الفرنسي في القاهرة ، ومؤشر من السلطات المصرية ، وقد طلبت زيادة في الحيطة أن يسجّل عليه السلاح الذي أحمله. ولما لم يجد وسيلة لإزعاجنا ، لم يكن لديه ما يستطيع فعله إلّا أن يعيد لنا أوراقنا : وهذا ما فعله ، ولكن ليس دون أن يمتع نفسه بوضع تأشيرته الخاصة عليها ، وقد علمت من ذلك أن هذه الشخصية المشهورة تسمّى Hassim Ibrahim هاشم إبراهيم. ولما شعر بأنه قد هزم في هذا الجانب أراد أن يثأر بطريقة أخرى ، لقد تخيل أن باستطاعته مصادرة الجمال التي حملتنا من مدينة الطور ، والتي كان من المفترض أن ترجعنا إليها. وإليكم الدافع أو الحجة للقيام بهذا الإجراء العشوائي ؛ إن الأعمال الجارية في الطريق ، وحاجة معسكر العاملين فيه ،