في أن الباشا كان يريد اعتقاله. لقد أخطر الشريف أصدقاؤه بأن الوالي سيحتال للإمساك به في أثناء تمرين على السلاح ، كان من المفروض أن يحضره مع الباشا نفسه. لهذا ابتعد الشريف دون أن يلحظه أحد ، وتوجه نحو الطائف ، حيث جهز نفسه لمقاومة الهجمات المتوقعة من الدوائر التركية. وبناء على تقرير سريع من الوالي ، الذي غادر إلى جدة ، قدم في أكتوبر من عام ١٨٥٥ م (١٢٧١ ه) مبعوث غير عادي ، أرسله الباب العالي ، لإعادة تعيين الشريف محمد بن عون الأمير السابق المطرود ..." (١).
أما في نجد ، فقد كان الإمام فيصل بن تركي في ولايته الثانية (٢) ١٨٤٣ ـ ١٨٦٥ م / ١٢٥٩ ـ ١٢٨٢ ه عند ما وصل ديدييه إلى الحجاز ، وقابل في جدة خالد بن سعود الذي تولى الحكم في البلاد النجدية بين عامي ١٨٣٨ ـ ١٨٤١ م / ١٢٥٤ ـ ١٢٥٧ ه ، ولكنه لم يستمر في الحكم ، بسبب حركة المقاومة السعودية الوطنية التي قادها الأمير السعودي عبد الله بن ثنيان ، الذي تولى الحكم من عام ١٨٤١ ـ ١٨٤٣ م / ١٢٥٧ ـ ١٢٥٩ ه قبل أن يعود الإمام فيصل بن تركي إلى الحكم ثانية (٣).
__________________
(١) صفحات من تاريخ مكة المكرمة ، ج ١ ـ ص ٢٨٥ ـ ٢٨٦. انظر في حواشي الرحلة : ترجمة عبد المطلب بن غالب ، ومحمد بن عون الذي تبادل معه الشرافة.
(٢) كانت الولاية الأولى من عام ١٨٣٤ ـ ١٨٣٨ م / ١٢٥٠ ـ ١٢٥٤ ه. انظر : تاريخ الدولة السعودية الثانية ، ١٢٥٦ ـ ١٣٠٩ ه / ١٨٤٠ ـ ١٨٩١ م ، ط ٤ ، دار المريخ ، الرياض ١٤١١ ه / ١٩٩١ م ، ص ٣٣٦.
(٣) انظر في أحداث هذه السنوات : عنوان المجد في تاريخ نجد ، للشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر النجدي الحنبلي ، حققه وعلق عليه عبد اللطيف بن عبد الله الشيخ ، ط ٤ ، دارة الملك عبد العزيز ١٤٠٣ ه / ١٩٨٣ م ، مج ٢ ، ص ١٤٠ ؛ وانظر : مثير الوجد في أنساب ملوك نجد ، للشيخ راشد بن علي الحنبلي بن جريس ، تحقيق محمد بن عمر ـ