والجادة التي اتبعها أخوه سرور ؛ لقد كان أكثر حظا من سابقيه إذ لم يواجه نزاعات حادة مع الأشراف إبّان العشرين سنة التي حكم خلالها ، واستقل تماما عن الباب العالي ؛ فقد استولى ، كما ذكرت سابقا ، على واردات جمارك جدة التي كان ينبغي أن يقتسمها مع السلطان ، أمّا واردات جمارك ينبع فكانت حصته وحده ، وكان يرسل إلى تلك المدينة لجمع تلك الأموال حاكما يخلع عليه لقبا طنانا هو : الوزير.
وكان القسم الأعظم من موارده يأتي من هذين المصدرين. وكان ، ناهيك عن ذلك ، يفرض ضريبة على المؤن المجلوبة من المناطق الداخلية إلى جدة ، / ١٧٥ / وعلى المواشي أيضا. ولم يكن يفرض على سكان المدن التي يسيطر عليها أي ضريبة أخرى ، لا على أملاكهم ، ولا على أنفسهم ، وإن سورية ومصر لم تتمتعا بمثل هذا الامتياز الضرائبي. أما الحجاج الفرس الشيعة فقد كانوا يخضعون لضريبة رأس كانت بالطبع تذهب إلى خزينة الشريف غالب ، زد على ذلك الهدايا القيّمة التي تقدم له ، ناهيك عن أن الهدايا التي كانت مخصصة للمساجد لم تكن تصل إلى وجهتها إلّا بعد أن يأخذ منها جزءا كبيرا ، وكانت المبالغ المرسلة من إستانبول لمكة والمسجد الحرام يظل معظمها تحت تصرفه.
كان سرور يعمل في التجارة ، وكان يتجر كثيرا مع اليمن ، أمّا غالب فقد كان له تجارة أكبر أيضا مع بلاد مختلفة ، وخصوصا مع بومباي ، كان يكدّس في مخازنه ، باعتباره تاجرا ومالكا ، من البضائع والمؤن ما يكفي لرفع الأسعار ، فيحقق أرباحا ضخمة ، دون أن يرى في ذلك ضربا من الاحتكار ، شأنه في ذلك شأن باشا مصر.