يرجع ظهور الوهابية (١) إلى منتصف القرن / ١٧٩ / الماضي (الثامن عشر) ، ومؤسسها هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب (٢) ؛ وهو عربي من نجد ، رجل علم جليل ، تجول في أنحاء الإمبراطورية المختلفة (٣) ، وحزن لما رآه من فساد عقيدة المسلمين ، ولما لاحظه من مفاسد أدرجت ضمن العبادة ، وخصوصا لدى الأتراك. وقرر حينئذ أن يقوم بإصلاح ديني عرض مسوغاته في عدد من كتبه. لقد اتخذ من القرآن الكريم وحده أساسا لإصلاحاته بغض النظر عن كل الشروح ، وكل البدع التي تشوه في نظره
__________________
(١) يبدو أن ديدييه يعتمد اعتمادا أساسيا على ما ذكره بوركهارت في كتابه : ملاحظات عن البدو الوهابيين
Notes On The Bedouins and Wahabys, London, ١٣٨١.
وقد ترجم قسما من هذا الكتاب الدكتور عبد الله صالح العثيمين ، ونشره بعنوان : مواد لتاريخ الوهابيين ، ط ٢ ، الرياض ، ١٤١٢ ه / ١٩٩١ م ، ويكرر ديدييه بعض الأخطاء التي وقع فيها بوركهارت وأشار إليها الدكتور العثيمين وسنشير إليها بدورنا معتمدين على ما ذكره الدكتور العثيمين في حواشيه ، مضيفين إلى ذلك ما يحتاجه توثيق نص ديدييه (وسنشير إلى كتاب بوركهارت الذي ترجم قسما منه الدكتور العثيمين ب مواد ...).
(٢) قال الدكتور العثيمين في : مواد لتاريخ الوهابيين ، موثق سابقا ، ص ٩ ، الحاشية (٢) : " الصحيح أن اسمه محمد بن عبد الوهاب. وكان نيبور أول أوروبي تكلم عن الشيخ وسماه خطأ عبد الوهاب. انظر كتابه : Through Arabia And Other Countries in Travels The East, Translated into English by R. Heron, Edinburgh, ٢٩٧١, Vol. II, P. ١٣١.
ولعل بوركهارت نقل اسم الشيخ عن نيبور. وبما أن اسم الشيخ محمد فقد أورد صحيحا في الترجمة أينما ذكر". وأقول : ثم جاء ديدييه ونقل عن بوركهارت اسم الشيخ خطأ ، وهذا ما يرجح أنه ينقل عنه. انظر مقدمتنا لهذه الترجمة.
(٣). في : مواد ... ، موثق سابقا ، ص ٩ ـ ١٠" ... زار عدة مدارس في مدن الشرق الرئيسية ، كما هي عادة أهل بلده حتى الآن ..." وعلق الدكتور العثيمين في ص (١٠) الحاشية (٢): " أول من أشار إلى سفر الشيخ إلى عدة بلدان مهمة في الشرق ؛ خاصة بلاد فارس ، هو نيبور. انظر كتابه المذكور سابقا ، ج ٢ ، ص ١٣٢. والمرجح أن الشيخ لم يسافر إلا إلى الجهات التي ذكرها أقاربه وتلاميذه وهي : الحجاز والأحساء والبصرة".