الفائت (١) في الدرعية ، وانتقلت السلطة العليا الوراثية في أسرته إلى ولده عبد الله بن سعود الذي كان يتفوق على أبيه في القدرة العسكرية التي عرف بها ، ولكنه كان أقل من والده حنكة في سياسة القبائل ، وفي صيانة مصالحهم والتوفيق بينها.
لقد حصلت في بداية حكمه اضطرابات داخلية بين صفوف أسرته نفسها ، ثم امتدت تدريجيا إلى عدد من القبائل. وبدأ كبار مشائخ تلك القبائل يبدون استقلالا لم يكونوا يجرؤون على مجرد الحلم به إبّان حكم الأمير السابق الذي كان أكثر حزما ، وكانت القبائل بالإجماع تخضع لسلطته. وأضعفت تلك المنازعات الداخلية الانضباط الذي تشتد الحاجة إليه إبّان الحرب ، والذي لم يكن فقدانه بعيدا عن أن يكون السبب الرئيسي في هزيمة بسل (٢). لقد كانت كلمات سعود الأخيرة قبل موته لولده عبد الله أنه / ١٩٩ / نصح له قائلا : " لا تقاتل الأتراك أبدا في أرض مكشوفة" ؛ ولأنه لم يتبع هذه النصيحة القيمة ، وقعت تلك الطامة الكبرى (٣). لم يكن عبد الله يقود القوات
__________________
(١) مايو (أيار) ١٨١٤ م ، وجاء في عنوان المجد ، ج ١ ، ص ٢٣٩ أن وفاة سعود كانت ليلة الاثنين الحادي عشر من جمادى الأولى سنة ١٢٢٩ ه. وكان" موته بعلة وقعت في أسفل بطنه أصابه منها مثل حصر البول". انظر : مواد ... ، موثق سابقا ، ص ١٥٣.
(٢) انظر حديث بوركهارت عن معركة بسل في مواد ... ، موثق سابقا ، ص ١٦٨ ـ ١٧٥.
(٣) يقول بوركهارت في : مواد ... ، موثق سابقا ، ص ١٧٤ : " ... وربما كان سبب هزيمة الوهابيين نزولهم من الجبال إلى السهل ؛ إذ لم تكن لديهم أية وسائل لمقاومة الفرسان الأتراك. وكان سعود قد حذّر ابنه في كلماته الأخيرة التي وجهها إليه من القيام بمثل ذلك العمل. لكن احتقارهم للجنود الأتراك ، ورغبتهم في إنهاء الحملة ، وربما رغبتهم ـ