ثقافته ، وهو الشاعر الذي بدأ نشر قصائده في سن مبكرة. لقد قرأ ديدييه كما يبدو من رحلته الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ، وقرأ روايات الأدباء اللاتينيين واليونان ، وأشعار شعراء الأمتين ، واطلع على الفنون التشكيلية لهما ، وأتقن الأدب الفرنسي ، وقرأ كتب المفكرين والفلاسفة في عصره ، كل ذلك يجده القارئ في هذه الرحلة.
أما بخصوص العرب ، فهو بلا شك قرأ ألف ليلة وليلة (١) مترجمة ، واطلع على كتب الرحلات ، خصوصا رحلات بوركهارت ، الذي يستشهد به ديدييه في مكان واحد من رحلته (٢) ، ولكنه اعتمد عليه كلية في الفصل الذي كتبه عن" الأشراف والوهابيين". وقد وضحنا كل ذلك في حواشي الترجمة. لقد كان ديدييه مطلعا على رحلة تاميزييه (٣) ، وعلى رحلة روشيه ديريكور ، الذي توفي في جدة يوم ٩ آذار
__________________
(١) أشار إليها ديدييه في مواضع من رحلته ص / ٢٤ / وص / ١٥٠ / وص / ٢٣٨ / وص / ٢٩٤ / ويدل أحد هذه الأماكن على الأقل على أنه قرأها ويتذكر تفاصيل حكاياتها.
(٢) انظر النص الأصلي لرحلة ديدييه ص / ١١٨ / ؛ إذ ينقل عن بور كهارت : أن نوعا من النسور الجريئة التي تختطف الطعام من صحون الحجاج ، تعيش في جبال الحجاز الممتدة بين المدينة المنورة ومكة المكرمة. انظر : رحلات في شبه الجزيرة العربية ، جون لويس بوركهارت ، ترجمة د. عبد العزيز الهلابي ود. عبد الرحمن الشيخ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط ١ ، ١٤١٣ ه / ١٩٩٢ م ، ص ٣٧٢.
(٣) استنتحنا ذلك بالاعتماد على معلومات أوردها ديدييه ووجدناها عند تاميزييه في كتابه : رحلة في بلاد العرب ، انظر نص ديدييه بالفرنسية ، ص / ٢٢٠ / وتعليقنا عليه. ويبدو أن ديدييه قد اطلع على أخبار الرحلات الفاشلة التي جرت لسبر القارة الإفريقية ، انظر : ص / ٣٦ / من الأصل الفرنسي.