السويسريين. وعندما ترجلنا جاء إبراهيم أغا خازن الشريف الأكبر حتى الشارع لاستقبالنا ، / ٢٣٧ / وأدخلنا إلى مجلس مستو يطلّ على الفناء ، الذي كان في واقع الأمر امتدادا له ، ولا يتميز منه إلّا بأنه مغطى ، وأكثر ارتفاعا ببعض درجات. كان الفناء مرصوفا ببلاط كبير ، وفي وسطه بركة من الرخام الأبيض فيها نافورة مياه ؛ وكان هناك دالية تعرّش على طول الجدران. كان المجلس مفروشا بسجاد أحمر وأسود جميل ؛ وتنتشر فيه أرائك من الحرير الأخضر المطرز بخيوط ذهبية.
وكان هناك أربعة قناديل مضاءة تتدلى من السقف ، وشمعدانان ضخمان ، يبلغ علو كل منهما ثماني أقدام ، يتلألآن في ضوء الشموع ، وعبدان أسودان يلبسان ثيابا فاخرة ، ويرجّان برصانة مبخرتين زاخرتين بالعود ، ونشرا حولنا عند دخولنا سحابة من البخور ؛ وهو تقليد لا يقومان به إلا عند استقبال شخصيات مهمة. لقد هيؤوا لنا كراسي أوروبية. وما كدت أجلس حتى أحضر عبدان الإبريق لغسل اليدين ، وبينما كان أحدهما يصب الماء الفاتر على يدي من وعاء جميل ، كان الآخر جاثيا على ركبتيه أمامي ، وهو يحمل إبريقا عريضا ذا قعرين ، مثبتا في وسطه كوب صغير لوضع الصابون ؛ وكان في القعر الأول ثقوب متعددة يتسرب منها الماء ويختفي في الداخل.
قدّم لي بعد ذلك فوطة طويلة من الكتان ، مزينة بالأهداب ، ومطرزة / ٢٣٨ / بالذهب من الطرفين. تلك الأشياء كلها : الإبريق ، والوعاء ، والمبخرتان ، والشمعدانان ، والقناديل ، مصنوعة من الفضة المصمتة ، المرصعة بمهارة ، وقد جلبت ـ شأنها شأن بقية الأشياء ـ من منزل الشريف. وعندما قدّر القائمون عن