ذكره الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل في تعليقه على رحلة بلجريف (١) " ... ولما كان نابليون الثالث إمبراطور فرنسا مهتما بكشف خبر جزيرة العرب ، وبحاجة إلى شراء خيول من أصول عربية لجنوده ، عثر هذا على بلجريف الذي كان يرغب في القيام برحلة إلى بلاد العرب ليكشف عن حقيقة الوضع فيها ... وقد قيل : إن بلجريف كان يمثل نابليون الثالث الذي كان مهتما اهتماما خاصا بمصر والشام ، وربما كان قد وجه اهتمامه إلى نجد لعلاقتها بموضوع قناة السويس الذي كان قد تم اقتراحه آنذاك بالفعل".
وإذا علمنا أن بلجريف جاء إلى الرياض حسب ما يدعي في عام ١٨٦٣ م / ١٢٨٠ ه) أي بعد تسع سنوات من رحلة ديدييه الذي لم يذهب إلى نجد ، فهل كانت رحلة بلجريف ، إن صحت ، امتدادا لاهتمام نابليون الثالث بأوضاع الجزيرة العربية والقوى السياسية فيها؟
__________________
(١) مسائل في تاريخ الجزيرة العربية ، ألفها وحققها أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ، منشورات مؤسسة دار الأصالة للثقافة والنشر والإعلام ، الرياض ، ط ١ ، ١٤١٣ ه / ١٩٩٣ م ، ص ٢٠٦ ، ٢٠٨ ؛ وانظر : دراسات في تاريخ الجزيرة العربية الحديث والمعاصر ، د. عبد الفتاح حسن أبو علية ، دار المريخ ، الرياض ، ١٤٠٦ ه / ١٩٨٦ م ، ص ١٢٥ ـ ١٤٤. ونضيف إلى ما ذكره الشيخ أبو عقيل من أدلة على كذب بلجريف وعدم إنصافه ، ما أورده ناصر الدين دينيه في كتابه : الحج إلى بيت الله الحرام ، إذ يقول : " ... ولكننا لا نولي ما يورده هذا الرحالة ثقة كبيرة ؛ لأنه يكره الإسلام كرها مسعورا ..." انظر مقالنا : ناصر الدين دينيه وكتابه الحج إلى بيت الله الحرام ، موثق سابقا.