تتجاوز ٤٠٠ ألف فرنك ، ويزعمون أيضا أنه ، وهو يعيد بناء قصر والده الذي دمره / ٢٤٤ / محمد علي ، وجد بئرا مليئة بالذهب أخفاه فيها جده الشريف مساعد.
ولمّا وصلنا إلى القصر كان يجتمع هناك أكثر من ثلاث مئة بدوي ، يرتدون قمصانا زرقاء ، هي لباسهم الوحيد ، وكان أغلبهم قد وضع فوق الثوب على الكتف وشاحا أرجوانيا ، وكانت أحزمتهم من الجلد ، وحمائل سيوفهم مزينة بصفائح الفضة ، وعمامائهم مزينة بالأصداف ، لقد كانوا يشبهون في كل شيء بدو هذيل الذين رأيناهم في جبل كرا ، وكانوا ، مثل أولئك ، يحملون خناجر معقوفة ، ورماحا ، وبنادق من ذوات الفتيلة ، وكانوا جميعا حفاة ، يميلون إلى النحول. ولكنهم كانوا عموما ذوي قامات ممشوقة ، يتمتعون بالرشاقة وكأنّما قدّوا للسير والتعب. وكان بينهم كثير من السود ، الذين لا نكاد نلحظ سواد العرب أمام سوادهم. اصطف هذا الجيش المتعدد الأعراق على جانبي الطريق لتحيتنا ، ليس كما يصطف الجيش النظامي ، ولكن بنوع من الفوضى التي تسود بين الرجال غير المنظمين. رددنا لهم التحية حسب تقاليد البلد ، دون أن نرفع أيدينا حتى الرأس لأن مثل هذا التقدير لا ينبغي إلّا للأسياد ، أو الأقران الذين نود تشريفهم. إن كل شيء في الجزيرة العربية ، كما في الشرق كله ، له قوانينه المحددة ، وكل شيء يحكمه العرف ، وإن بين أبسط أمور / ٢٤٥ / الحياة فوارق دقيقة ينبغي التقاطها للالتزام بها.
نصعد إلى القصر عبر مدخل له درج مؤلف من سبع أو ثماني درجات ، استقبلنا عنده كل من إبراهيم أغا الذي كنا قد عرفناه من قبل ، وكبير الخدم ، وبقية العاملين في