كان بكل تأكيد قد بلغت أسماعه أخبار انقلاب الثاني (١) من ديسمبر (كانون الأول) ، وقد بدا كثير / ٢٤٩ / الفضول ليعرف مني حول هذا الحدث تفاصيل شاملة ، لقد أشبعت فضوله بالإجابة عن كل أسئلته ، وبإخباره خلال ساعتين كاملتين ، وباعتباري شاهد عيان ، بالقصة الكاملة تقريبا لتلك الواقعة المعاصرة. ولمّا انتهت زيارتنا الأولى عدنا إلى الطائف بطريقة القدوم نفسها ، ولقينا الاحترام نفسه من البدو الذين كانوا ما زالوا متجمهرين حول القصر ، ومن جنود الحرس التركي على باب المدينة. لقد كنت ، بخصوص الحرس التركي ، مندهشا من أنهم كانوا يقدمون لنا التحية خلال مدة إقامتنا كلها ، وهم تابعون للباشا ، وليس للشريف الأكبر الذي كان يتجنب أي احتكاك بهم. إذا ، لم يكن الشريف هو الذي يأمرهم بأداء التحية لنا ، وأجهل لمن كنت أدين بذلك التميز الذي لم يكن من حقي ، ولا أطمح إليه.
أقيم منزل أسرة شمس الذي نزلنا فيه على نمط منازل مكة المكرمة ، إلّا أنه أكثر صلابة وأناقة ، ويتألف من ثلاثة طوابق. الطابق الأرضي الذي سبق أن تحدثت عن موقعه ، وهو يستخدم في الأحوال العادية لاستقبال الزوار ، ولا تنزل فيه النساء أبدا. أما الطابقان الآخران فيتألفان من غرف ضيقة ، وسيئة الإضاءة ، وهي
__________________
(١) في عام ١٨٥١ في فرنسا ، وحدث الانقلاب إثر خلاف بين رئيس الجمهورية الفرنسية الثانية المنتخب بالاقتراع المباشر عام ١٨٤٨ م وهو الأمير لويس بونابرت الذي كان على خلاف مع المجلس الوطني وتمخض الخلاف عن الانقلاب المذكور الذي حمل إلى السلطة دكتاتورا هو نابليون الثالث الذي حول الجمهورية بعد سنة من وصوله إلى الحكم (٢١ ديسمبر ١٨٥٢) إلى إمبراطورية وراثية. ويقول ديدييه إنه كان شاهد عيان على هذا الانقلاب.