لم أكتف بالترجمة ، وإنما علّقت عليها بما يزيدها وضوحا ؛ فعرّفت بأشخاص الرحلة ، وما غمض من أمكنتها وحوادثها ، ووثقت النصوص قدر الطاقة من كتب الرحالة الآخرين ، وأحلت إلى القرآن الكريم في الموضوعات الدينية لتتضح الحقيقة في كتاب الله. ورأيت من المناسب أن أثبت في متن النص العربي صفحات الأصل الفرنسي للرحلة فوضعتها بين / / لتسهل المقابلة بالأصل ، وليسهل اختبار دقة الترجمة على من أراد.
كتبت الأسماء الأجنبية بالعربية ، وبلغتها الأصلية عند أول ورود لها ، وتحققت من أسماء الأماكن بالاعتماد على المعاجم الجغرافية ، وقد لقيت من ذلك عنتا سببه أن ديدييه لم يكن يحسن العربية ، وكان يكتب الأسماء كما يسمعها من أصحابها الذين كانوا لا يراعون في الغالب النطق الفصيح فالسكارى يكتبهاAl ـ Sakara والمهر يكتبهاAl ـ Mahr. أما الحروف الحلقية فيتخبط في كتابتها تخبطا كبيرا. وقد أشار هو نفسه إلى صعوبة كتابتها (١) ، ناهيك عن الأخطاء المطبعية عند ما يتحول : صبح ، إلى Loubh ، ولقيم ، إلى Goum ، والعباسي إلى العباري Al ـ Abbari. وقد أثبت في الحواشي الأسماء كما كتبها ديدييه لأن بعضها استعصى عليّ بسبب تغير أسماء المواضع أو بسبب خطأ الكتابة (٢). لقد اجتهدت في قراءة ما استعصى علي ثم تركته في الأصل مكتوبا كما ورد.
__________________
(١) انظر : ص / ١٠٤ / من النص الأصلي حيث يقول : " ... ليس من السهل نقل الحروف الحلقية في العربية إلى الحروف الفرنسية ، وخصوصا إذا كنا لم نرها مكتوبة أبدا".
(٢) الصلاة على النبي ، والترضي على الصحابة ، ووصف مكة بالمكرمة والمدينة بالمنورة لا وجود له في النص الأصلي ، لذا أضفنا ذلك. وما هو بين قوسين () زيادة من المترجم للإيضاح.