عدنا إلى المدينة عبر طريق أخرى ، ليتاح لنا رؤية أكبر قدر من البلد. / ٢٥٨ / إن أول ما أثار فضولي ، ونحن في طريق العودة ، بستان كبير ، وجميل ، محاط بسور من الطين. ولكننا للأسف لم نستطع إلّا السير بحذائه ؛ ولكن مجرد رؤيته كانت تبعث في النفس شعورا بالبرودة ؛ فقد كانت أشجاره شديدة الخضرة ، والظل كثيفا ، والأعشاب وافرة. ثم تأتي بعد ذلك حقول الشعير التي تكتسب أهمية كبيرة ، ولكنها لا تثير الإعجاب. تبدأ بعد ذلك بحور الرمال التي تمتد حتى أبواب المدينة. لقد التقينا في جولتنا عددا من البدو والجمال.
هناك منطقتان أخريان من أراضي الطائف فيها بساتين تماثل بساتين وادي المثناة وهما : وادي شمال ، ووادي السلامة ؛ والحق أنه لا هذه البساتين ، ولا تلك ، تستحق الشهرة التي نالتها ؛ وإن التباين وحده (مع البيئة المحيطة) هو الذي يمنح هذه الأمكنة قيمة مبالغا فيها. وإنه لمن الطبيعي أن يبالغ العرب المعتادون قحط الصحراء ووحشتها ، في الحديث عن كل ما يمنحهم السكينة : فقليل من الماء يرونه بحرا ، وقليل من العشب يرونه مروجا ، ودوحة من الأشجار يرونها غابة. إذا ، احترسوا من
__________________
ـ المتوقعة من الدوائر التركية. وبناء على تقرير سريع من الوالي الذي غادر إلى جدة ، قدم في أكتوبر من عام ١٨٥٥ م (١٢٧١ ه) مبعوث غير عادي من قبل الباب العالي لإعادة تعيين الشريف محمد بن عون الأمير السابق المطرود. وانظر ص ٢٨٦ ـ ٢٨٧ من الجزء نفسه حيث يتحدث هورخرونيه عن رفض عبد المطلب قرار التعيين. ويبدو أن هذه الأحداث جرت بعد رحيل ديدييه عن الطائف ، ويوضح نص ديدييه حقيقة ما جرى في وادي المثناة ؛ وانظر : خلاصة الكلام ... ، موثق سابقا ، ص ٣١٦.