أوصافهم (التي يطلقونها على الأماكن) ، وأسقطوا بجرأة النصف الأكبر من مبالغاتهم الإعجابية (١).
أما بقية اليوم فقد انقضت في استقبال الزوار ، فقد جاء لزيارتنا على التوالي خازن الشريف الأكبر ، وكبير خدمه ، وغيرهما من موظفيه ، ولست أدري إن كان سيدهم قد أرسلهم أم أنهم قاموا بذلك متطوعين. ثم جاء بعدهم أصدقاء أسرة شمس وجيرانهم ، وأشخاص آخرون من المدينة دفعهم الفضول إلى المجيء. / ٢٥٩ / نتزاور في الشرق دون سابق معرفة ، وهناك تسامح كبير في هذا المجال. فغالبا لا يتبادل الزائر والمزور كلمة واحدة ، ولكن المجاملة هي القانون ، ولن يخطر ببال أحد ، أيا كان ، أن يسأل زائرا ، وإن كان غير معروف ، لا من يكون؟ ولا لماذا يأتي؟
لقد كان شمس العجوز ، وخصوصا ابنه عبد الله ، يقضيان معنا وقتا أكثر مما يقضيانه في منزلهما ، وقد أسديا لنا بطيبة خاطر خدمات جليلة ، وزوّدانا بمعلومات
__________________
(١) قال عرام بن الأصبغ السلمي في كتاب : أسماء جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه ، موثق سابقا ، (نوادر المخطوطات) ، ج ٢ ، ص ٤٢٠ : " والطائف ذات مزارع ونخيل وموز وأعناب وسائر الفواكه ، وبها مياه جارية وأودية تنصب منها إلى تبالة. وجلّ أهل الطائف ثقيف وحمير ، وقوم من قريش ، وغوث من اليمن ، وهي من أمهات القرى ... وبالطائف منبر ...". وذكر ياقوت الحموي تعليلات كثيرة لتسميتها بالطائف. وقال البكري : وإنما سميت بالحائط الذي بنوا حولها وأطافوه بها تحصينا. وكان اسمها : وج. قال أمية بن أبي الصلت (الثقفي) :
نحن بنينا طائفا حصينا |
|
يقارع الأبطال عن بنينا |
ومصيفها معروف من قديم الزمان ، قال النميري في زينب بنت يوسف أخت الحجاج يصف نعمتها :
تشتو بمكة نعمة |
|
ومصيفها بالطائف |