عن أشياء تثير فضولنا ، لقد كانا باختصار ينتهزان كل الفرص ليكونا مفيدين لنا ، ولطيفين معنا. وخطر ببالهما أن يأتيا بشخص من الجوار يقوم بدور المهرج ، أملا في أن تستطيع حماقاته تسليتنا.
إن للعرب ميلا واضحا لهذا النوع من الترويح عن النفس ، ويبدو أنه ليس من الصعب إرضاؤهم في اختيار الطرف التي تكاد في غالب الأحيان إباحية. أما أنا فقد كان هذا النوع من الترويح يبدو لي في الأعم الأغلب مضجرا ، خصوصا أن القسم الأعظم من فكاهات المهرج كانت تتناول أشخاصا أو أشياء غريبة عليّ ، ولم تكن في غالب الأحيان إلّا توريات لم أفهمها في أصلها ، وحينما تترجم تفقد روح الدعابة كلها.
لقد أتيح لي بذلك مخالطة عدد كبير من السكان الأصليين ، وسنحت لي الفرصة في الطائف كي أتأكد من أمر كنت لاحظته في جدة ؛ وهي : أن العرب أكثر نباهة ، وأكثر ظرفا ، من الأتراك ، ولا نجد / ٢٦٠ / لديهم ، كما هو الحال في عدد من مناطق الشرق ، تلك التصرفات الاستعراضية والحمقاء التي تجعلهم يرون أن منزلتهم مرتبطة بلا مبالاتهم.
زرت أسرة شمس في بيتهم الذي انتقلوا إليه ليتركوا لنا منزلهم الذي يسكنونه عادة ؛ وبدا لي ضيّقا جدا لاحتواء أسرة كبيرة مثلهم ؛ وقد ازداد تقديري للإزعاج الذي عانوا منه بسببنا. ليس للبيوت في الطائف طابق أرضي كما هو الحال في بيوت مكة المكرمة ، ويستقبل الزوار في الطابق الأول. ولست بحاجة للحديث عن الاستقبال الذي لقيته في منزل شمس ، فقد بالغوا في إكرامي ؛ كانت القهوة والشراب