الشعوب زهوا ، وهم (الإنجليز) يجهلون أبسط مفاهيم المساواة. / ٢٦٤ / كم أفضل على ذلك عزة النفس الفطرية لدى بدو الصحراء ، الذين يقتربون من أكبر الشخصيات بثقة ، ويحدثونهم بحرية ، ولا يتنازلون ، أمام أي كان ، عن الأنفة المشروعة التي تليق بالرجال. ويبدو ذلك واضحا في علاقتهم مع شيوخ القبائل ، فهم لا يذهبون إلا إلى خيامهم لطلب الضيافة ، وهم يفعلون مثل ذلك مع الشريف الأكبر نفسه ؛ إذ يعدّون قصره مثل بيوتهم ، ومخازن غلاله مثل مخازن غلالهم. يشيع في الشرق كله كما نعلم تقليد تقديم الهدايا ، ولم يستثنا الشريف الأكبر من هذا التقليد ؛ فأرسلها لنا مع أمين خزانته ؛ فتلقيت أنا عباءة بيضاء رائعة ، مصنوعة من الصوف البغدادي ، وموشاة بالذهب الخالص ، وتلقى السيد دوكيه عباءة سوداء ، وتلقى رفيق رحلتي قماش سرج موشى بالفضة. أما نحن فقد أبدينا كرما فياضا إزاء أشخاص منزل الشريف كلهم ، ممن أدوا لنا بعض الخدمات ، دون أن ننسى بالطبع أفراد أسرة شمس ؛ لأننا كنا نظن أنه ينبغي مقابلة الاحترام الذي أبدوه لنا بالبخشيش. وقد طلب السيد دوكيه من الشريف حامد النصيحة في ذلك ، فقام الشريف بتحديد حصة كل واحد من خدم البيت ؛ ومع أن المبلغ الذي حدده الشريف حامد كان معقولا ، لكنني كنت أرى أن نضاعفه ، وشاركني رأيي رفيق رحلتي / ٢٦٥ / الذي كنت أتقاسم معه نفقات الرحلة. وأيا كانت التضحيات التي فرضها علينا ذلك ، فإنه كان يليق بالمكانة التي منحونا إياها ، وفيها حفاظ على شرف الأوروبيين ، وكان ينبغي ، في حدود الممكن ، أن يكون كرمنا مساويا للضيافة التي حظينا بها. وأستطيع القول دون أي ادعاء : إن