بعض الحيوية والحركة. يحيط بالمدينة سهل رملي ، لا نجد فيه من النبات إلّا طاقات متفرقة من نبات قصير ومعمّر يكثر في كل الصحاري ، وله ثمر صغير أحمر له طعم لذيذ. وتغمر مياه المد القسم الأدنى من السهل ، ويترك المد بعد انحساره في ذلك القسم ملحا ، ويمتد ذلك السهل من جهة الشرق حتى يتصل بسلسلة طويلة من الجبال لها هيئة سوداء قاتمة ، وتشكل قمة سربال الجليلة نقطة الذروة فيها ، وتبعد بعض الأميال عن المدينة صعودا نحو الشمال غيضة أشجار تكاد تكوّن غابة من النخيل ، أشجارها شديدة الكثافة ، يلتصق بعضها ببعض فلا نستطيع المرور عبرها إلا بصعوبة بالغة. وتعود ملكية هذا البستان في معظمها إلى دير جبل سيناء ، ولكنها ملكية تكاد تكون شكلية لأن المالك لا يستطيع أبدا أن يجني ثمارها ؛ لأن بدو الجوار يسارعون إلى جنيها / ٤٠ / ويستولون في كل سنة على بواكر المحصول ، بل على المحصول كله ، وقد فكر الرهبان في وضع أحدهم للحراسة ، ولكن الناطور المتنسك أغلق على نفسه في حصن ما زلنا نرى بقاياه ، ولا يمكن الوصول إليه إلّا بارتقاء السلم ، وكان ينتابه ذعر شديد من السارقين حتى إنه لم يكن يغادر مكان سكنه ، ولا يسمح لأحد بالدخول إليه باستثناء خادم مكلف بأن يحمل إليه في كل أسبوع الماء والطعام. وكان البدو في أثناء ذلك يجنون غصبا التمور التي ينبغي أن يحرسوها ويأكلوها. إنهم يعيشون على الأرض التي يملكها الدير ، وكأنهم في بلد من بلاد الفتوح.