في عدد كبير من كتب التاريخ الطبيعي ، وهذا خطأ : ليس للنوعين إلّا سنام واحد ، ولا وجود في أي مكان ، كما أعلم ، إن لم يكن في التبت ، لحيوان من هذا النوع ، له سنامان. إن مقام الهجن بين الجمال كمقام فرس الركوب بين الخيل التي تجر العربات ، ولا يتميز منها إلّا بدقة أعضائه ، وبكرم نسبه. نمتطي الأول ، أما الثاني فيستخدم لحمل الأمتعة. إن الجمل بطيء الحركة ثقيلها ، وصعب المراس ، ويهتز جسمه في أثناء سيره اهتزازات مزعجة جدا ، تسبب في غالب الأحيان دوارا كدوار البحر لأولئك الذين لم يعتادوا ركوبه ؛ أما الهجان فإنه ، على العكس مما سبق ، ذو خطوة واثقة ومريحة ، وسيره لطيف ، وإذا أحسن تدريبه فإن راكبه يستطيع في أثناء سيره تناول فنجان من القهوة دون أن تسكب منه نقطة واحدة ، وهو سريع / ٤٤ / ، يستطيع قطع ما يربو على أربع مراحل في اليوم ، دون أكل أو شرب. ويمضي الخيال العربي إلى أبعد من ذلك ، فيزعم أن الهجان الأصيل يقطع أربعا وعشرين مرحلة في اليوم الواحد. كانت المرة الأولى التي أمتطي فيها هجانا ، لذلك بدوت منفعلا بعض الانفعال ، خصوصا أن الهجان الذي كان مخصصا لركوبي كان طويل الساقين ، وكان رحله يشبه كل الشبه أرحل البدو الذين قابلتهم في صحراء السويس ، وكان له جرابان طويلان يتدليان على الجانبين. كان الرحل نفسه عاليا علوا كبيرا ، وكان ، كالمعتاد ، موضوعا في أعلى السنام مما يجعله أكثر علوا أيضا. كنت على بعد عشرة أقدام من الأرض. ناهيك عن أن الرحل العربي عريض ، ولا يمكن الركوب عليه برجلين متدليتين ، ولا نستطيع الاستواء عليه إلّا جلوسا ، والقدمان ممدودتان إلى الأمام على عنق