الحيوان ، وليس لتوجيه الحيوان الوجهة التي تريدها ، إلا مجرد زمام. ولّما أنهيت رحلة الصعود ، ورأيتني معلقا في هذا العلو ، ولجة عميقة على يميني ، وأخرى على يساري ، تساءلت إن كنت لن أصاب بالدوار؟ وشعرت بأنني غير مستقر على قاعدتي ، وأنني سأقع منذ الخطوة الأولى. لم تكد تلك الآلة المخيفة تبدأ السير حتى فقدت / ٤٥ / توازني تماما ، وإن كنت لم أقع فلأنني تمسكت بقربوسي الرحل اللذين يؤديان للمبتدئين بركوب الهجن خدمة جلى ، وأحدهما مثبت في مقدمة الرحل ، والثاني في مؤخرته ، ويبلغ طولهما قدما واحدا. لم تدم فترة تدريبي زمنا طويلا ، وسرعان ما اعتدت على ركوبي الجديد ، حتى أصبح بإمكاني إناخته عندما أريد النزول ، وإنهاضه بعد الصعود دون أن أكون ، كما في البداية ، بحاجة إلى مساعدة أحد. وانتهى بي الأمر إلى اعتياد ركوب ذلك الرحل ، المقلق في البداية ، والذي صرت أجلس عليه براحة كما لو أنني أجلس على كرسي وثير بفضل السجادة التي تغطيه. وأعجبت كل الإعجاب على الخصوص بالخرجين (١) اللذين يتدليان على الجانبين ، واللذين يسمحان بأن تجد بالقرب منك كل الأشياء الضرورية للسفر. باختصار ، إنني لم أجد بين وسائل الانتقال المختلفة التي جربتها على الأرض ، وفي البحر ، أفضل وأسهل من الهجن ، وليس بين تلك الوسائل ما هو أكثر ميزات وأقل مساوئ منها ؛ جربتها مدة تقارب ستة أشهر متتالية ، دون أي حادث ، ودون تعب ، ودون مزعجات. / ٤٦ /
__________________
(١) خرج وجمعه خروج : وهو وعاء من شعر أو جلد ذو عدلين يحمل على ظهر الدابة ، توضع به الأمتعة. انظر : رحلة بيرتون ، موثق سابقا ، ج ١ ، ص ٤٢ ، وتعليق المترجم.