وعندما أخبرته بأن لا يجرؤ أحد منا على الجلوس في حضرة ملكنا ، قال : «ماذا؟ حتى ولا أرباب الدين منكم؟» فأجبته بالنفي فقال بلهجة الرضى مديرا وجهه إلى البعض من الحاضرين من قومه : «أرأيتم ذلك ، ليس للملالي من سطوة في بلاده». وقد تكلم كثيرا عن الحالة في كردستان قائلا : «إن بلادي في حالة تعسة ، فإذا خدمت الأتراك حقروك وخلعوك متى شاؤوا ، وإذا خدمت الإيرانيين أضجروك على الدوام بطلب المال ...» إنه كردي حق ، ولكنه يفضل الإيرانيين على ما يظهر من تينك القوتين المتنافستين. وقد وجدته عنه مغادرتي له ودودا إذ قال لي : إنّه يعتبرني من عشيرته ، وإنه يرجو دوام الصداقة الحميمة بيني وبينه.
وعند رجوعي حضرت مشهد عراك الكلاب الطريف (١) ، وكان من المبهج مشاهدة فرح الكرد الشديد وهم يشجعون ويصرخون ويتراوحون بأرجلهم ، وقد ملؤوا المكان بالضجيج أكثر من الكلاب أنفسهم. كان أحد الكلاب يعود إلى صديقي الرياضي محمود مصرف ، الذي ما إن علم بوجود كلب شهير في (جوى سنجاق) حتى أرسل أحد الرجال خصيصا إلى هناك في طلبه كي ينازله مع أحد الكلاب هنا ، وهو يكاد أن يكون أقوى من جميع كلاب المنطقة في الوقت الحاضر.
كان الكثير من السادة الكرد يشاهدون العراك ، وقد خاطبني أحدهم بقوله : «إنك أول إنكليزي رأيناه هنا ، وإنك ستكون مدار حديث أحفادنا ، وإننا لمغتبطون بوجودك بيننا». وقد رددت الجماعة بكاملها ، هذا الإحساس.
__________________
وهم في لباسهم ككرد العمادية. وترد لغتهم إلى اللهجتين البابانية والبهدينانية.
وتنطبق نفس الملحوظة على كرد (راوندوز) الذين لم أتمكن من معرفة اسم عشيرتهم الرئيسية ، وإنني أعتقد بأنه لا يوجد بين ال (خوش ناو) والراوندزيين قرويون أو فلاحون.
(١) كانت من جنس كلاب الرعاة الفظة.