درجة الحرارة في الخامسة ق. ظ. ٦٢ د ، وفي الثانية والنصف ب. ظ ٧٦ د. نسيم غربي عليل ، ونهار جميل.
١٤ أيار :
زارني الباشا صباح اليوم وجلس معي مدة ساعة تقريبا ، فوجدته رجلا يعلو قدرا كلما ازددت التعرّف به ، وفي أطواره ما ينم عن الجد واللين والوداعة ، وكل ذلك مما ينشرح له الصدر ، وقد سألني كثيرا عن الدول الأوروبية مثلما سألني عنها أخوه يوم أمس ، وقد بدأ حديثه بالسؤال عن الصين إذ كان قد دار بينهم بحث عنها أثار اهتمامهم البالغ على ما يظهر. لقد تكلم بتواضع ولباقة في جميع الأبحاث التي تطرق إليها ، ثم وجهت البحث إلى التلقيح ضد الجدري الذي أودّ كثيرا إدخاله إلى كردستان التي يفتك بها هذا المرض فتكا ذريعا ، وقد أبدى رغبة شديدة بتعميمه بين أبناء جلدته فوعدته بالكتابة فورا إلى بغداد للحصول على بعض اللقاح.
جاءني صديقي الرياضي مصرف على عادته عصرا ، فبدأ بحديث المساء بالسؤال عن الصين أيضا.
والكرد هم الشرقيون الوحيدون الذين أعرف أنهم يسهرون إلى ساعة متأخرة من اللّيل ، وينهضون في ساعة متأخرة صباحا ، وقليل من سادة السليمانية من يأوي إلى فراشه قبل الثانية أو الثالثة بعد منتصف اللّيل ومن يخرج من داره قبل التاسعة أو العاشرة صباحا ، وتكون زياراتهم عادة في الليل فإذا خيم الظلام بدأوا يتزاورون في دور بعضهم البعض حيث يستأنسون بالسمر والتدخين والموسيقى ، وقد يقومون بزيارتين أو ثلاث زيارات من هذا النوع في الليلة الواحدة. وقبل الغروب بساعة واحدة ينعقد مجلس على غرار النوادي أمام دار مصرف في محل رحب من المدينة يعرف بالميدان ، حيث يجتمع الأصدقاء فيبحثون في