مواضيع شتى أو تقام معارض الخيل أو السلاح. وقد تجري هناك أحيانا مباريات المصارعة أو عراك الحجل أو الكلاب. ويظهر لي أن الكرد أناس فرحون اجتماعيون إلى حد بعيد ، لا يتنافسون ولا يتحاسدون ، ولم أسمعهم يتشاتمون أو يتقاذفون بالكلام البذيء مهما اختلفت نزعاتهم وتضاربت منافعهم.
وعند ما كانت الباشا في زيارتي اليوم ، انتهزت الفرصة لإنهاء شأن من الشؤون أوصاني به صديق يستحيل علي رفض طلبه. فقد استولى الكرد في الأيام الأخيرة على كمية كبيرة من خشب يعود إلى مضارب بغدادي اعتاد قصه من الجبال الكردية ، وبناء على رجائي أمر الباشا بإعادة الخشب إلى صاحبه ، وإن لم يعثر عليه فيجب قطع نفس الكمية وتسليمها إلى المضارب. وبنتيجة هذا الحادث وقفت على تجارة قطع الخشب التي من خصائصها ما هو خليق بالاطلاع عليه على ما أرى. تقطع أفلاق الخشب من شجر الدلب أو الصنار (جنار) الشرقي ـ نبت شجرة جميلة ذكية الرائحة ـ في منطقة الجبال التي تفصل (سنه) من كردستان التركية ، وخاصة في منطقتي (جوان رو) و (دولي هاوار) ، وهي في واد في جبال (حلبجة). والغابات في الشرق ملك الشعب ، إلا أن الرؤساء المجاورين يتحايلون عادة لجر بعض المغانم من المضاربين باسم الهدايا وذلك بتعريضهم إلى شتى الأخطار والعراقيل. يقطع الخشب ويقشر ويترك ليجف وبعد عام أو عامين ، ينقل عند فيضان المياه ، إلى أقرب موقع يمكن تطويفه منه حتى نهر (ديالى) تحت رقابة أناس على الساحلين يلاحظون طوافه بالاتجاه المقصود ، وعندما يصل (ديالى) يترك وشأنه حيث ينحدر عائما على وجه الماء حتى الجسر بين بغداد وطاق كسرى فيلتقطه من الماء أناس ينتظرون وصوله. ولا شك أن مقدارا كبيرا منه يضيع بطريقة النقل هذه. هذا وإن الخشب في بغداد غالي الثمن غلاء لا بد وأن يدر ربحا طيبا. وتقطع أشجار التوت والجوز أيضا في