كردستان ، إلا أن هذه تشترى من البساتين ، أما شجر الحور ـ قاواق أو ال (سبندار) (١) فيجلب من الجزيرة (٢) والعمادية ، وأما الصفصاف أو ال (سكوود) فمن الفرات من أعالي (عنه).
لقد أخذ الخشب الآن يندر يوما بعد يوم في جبال (سنه) من جراء قطعه من قبل الناس جزافا ، وقال لي مخبري بأن الأماكن التي اعتيد أن يقطع منها الخشب قد خلت الآن حتى من الأعواد الصغيرة ، وقد ساهم أخيرا رجل من (كرمنشاه) ، يتعاطى الصب والسبك وسك النقود ، في تدمير غابات الدلب أو الصنار ، متصورا أن لا شيء يطمنه سوى الفحم المصنوع من الصنار ، وهذا أضر بالغابات من قطع الجذوع منها.
إن عمال أو وكلاء قطع الخشب لا يجرؤون قط على حمل الدراهم معهم عند توغلهم في الأحراش ، أما الأجور فتدفع للعمال في (حلبجة) (٣) وهي أقرب مدينة من المنطقة ، ويقال إن أهالي هذه الجبال ،
__________________
(١) (سبيدار) كلمة كردية تعني الحور في العربية ، ومعناها الشجرة البيضاء وقد تطلق أحيانا في بعض الأماكن على شجرة الصنار أو الشنار (جنار) ـ المترجم.
(٢) راجع الملحق للوقوف على ذكر بعض الأماكن في الجزيرة والأراضي المهمة المجاورة لها وغير المعروفة إلا قليلا ، ومن بينها قلعة (في نيك ـ Finik) وهي على بعد أربع ساعات في أعالي الجزيرة ، ولها صيتها في تاريخ الكرد القديم منذ سنة ١٤٦١. ففي سنة ١٤٥٠ حاصر الجزيرة الأمير (خالابي ـ Khalapi) أمير (سعرد) ، وفي عام ١٤٥٩ انتزع الجزيرة الأمير أحمد البوتاني ، الذي استولى على جبال كوردوشيان ، ـ كما يقول (آسسه ماني ـ Assemanni) ـ من الأمير إبراهيم الذي احتمى بقلعة (في نه ك ـ Phineck ، وفي عام ١٤٦١ دارت معركة بين رؤساء (حسن كيف) والبوتان في غابات الجزيرة ، وفي السنة ذاتها استولى أحمد البوتاني طاغية الجزيرة على (في نيك) وأمر بحرق إبراهيم وأولاده. ومن الجدير بالذكر أن (آميانوس مارسل لينوس) يشير إلى (به زاب ده ـ Bezabde أو الجزيرة وإلى (في نيك ـ Phoenica في الصفحات ١٥ و ١٦ و ٢٦ من سفره العشرين.
(٣) تقع (حلبجة) في منتهى وهد (شهرزور) نحو الجبال ، وفي الجنوب الشرقي من السليمانية.