١ حزيران :
دخل رستم أفندي المدينة صباح اليوم ، دخولا رسميّا قادما من بغداد وبصحبته حسن بك ، وقد خرج الباشا من المدينة مسافة ميل واحد لاستقباله ، إذ كان الأفندي يحمل الخلعة إليه من باشا بغداد. ويظهر أن باشا بغداد الذي أغوى حسن بك في ولائه وإخلاصه قد بخس حقه وباعه ثانية وسلمه إلى أخيه المستاء بدون قيد أو شرط. ومن حسن حظ حسن بك أن أخاه لم يكن تركيّا أو إيرانيّا. فقد جيء بحسن بك إلى السليمانية سجينا بحراسة مائة كرجي لازموه ليلا ونهارا حتى وصوله المدينة ، وكان الانكسار ظاهرا على وجه صاحبنا الشاب ، وفي الواقع إن محياه لا ينم إلا عن الحمق ، وعلى كل فإن الطريقة النكراء التي اتبعها الأتراك في إطلاق سراحه كانت في صالحه إلى حد ما. وقد عبر السليمانيون عن بكرة أبيهم عن ازدرائهم لباشا بغداد لتسليمه.
لقد قابلت اليوم بعد الظهر في الميدان سليمان بك أصغر إخوان الباشا ، فهو وعثمان بك والباشا من أم واحدة من العائلة البابانية وهي شقيقة خالد باشا ، أما حسن بك فمن شقيقة كيخسرو بك من عشيرة الجاف ، وسليمان بك في الثلاثين من عمره ، إلا أنه يظهر أكبر سنّا مما هو في الواقع ، وهو أطول إخوانه الآخرين ، وقور ، ذو طلعة وديعة وسيمة وذو طباع رقيقة لا تصنّع فيها.
وكان باقر خان من بين الحاضرين أيضا إلى الميدان ، وكان النشاط والمرح باديين عليه على الرغم من حوادث اليوم ومن الانقلاب الكلي الذي وقع في صالح الأتراك. هذا ولا يزال بعض الغموض يحيط ببقائه في السليمانية حتى الآن ، الأمر الذي لم أستطع أن أسبر غوره. وقد تكلمنا عن البختياريين الذين لا شك في أنهم كرد كما كنت أحسب ذلك من قبل ، ولقد سبق للكثير من الحاضرين التحدث إليهم. ولقد عاش باقر