خان وهو كردي كذلك بين البختياريين كثيرا ، ويقول إن لغتهم لهجة كردية لورية ، وإنه يستطيع فهمها عند تكلمهم بها. وهذا يتفق مع كل ما كنت أحسبه.
٢ حزيران :
لقد بدأت غلة الشعير تتوارد إلى المدينة. وقد تأخر الحصاد قليلا من جراء تأخر سقوط الأمطار. وظهرت بواكير الخيار في الأسواق الآن ولكنها لا تزال نادرة غالية الثمن ، كما نضج بعض التوت ، أما الحنطة فلم تنضج بعد وستحصد في أواسط حزيران أو أواخره.
وعند ذهابي اليوم لتهنئة الباشا على نواله الخلعة وجدته جالسا في ساحة معشوشبة في جانب من القصر وهو مبتهج جدّا. وأخبرني بأنه قد أمر بإقامة بعض مبارات المصارعة لإيناسي أما هو فلا يستذوق مثل هذه الأمور البتة.
وكان حسن بك الأخ الهارب في حضرته. إن إعجابي بمظهره أقل من إعجابي بمظهر إخوانه. لقد كان يتمتم بالأدعية طوال الوقت ويبدو أنه قد استعاد حالته الطبيعية تماما بعد المأزق الذي كان فيه ، أما قصته الأخيرة فهي : إنه كان الأخ المقرّب لمحمود باشا إلا أن داود باشا بغداد بدأ في العام الأخير بمراسلته سرّا ساعيا وراء إغوائه على عدم موالاة أخيه وشق عصا الطاعة عليه ، وقد نجح الباشا في ذلك آخر الأمر ، فهرب حسن بك إلى بغداد حيث استقبل فيها استقبالا فريدا في بابه ، وبعد مدة وجيزة أسندت إليه باشوية (كوى سنجاق) إلا أنه استدعي من منصبه ذاك بعد بضعة أسابيع إذ وجد باشا بغداد أنه من المستحيل عليه أن يتحدى محمود باشا والإيرانيون يشدون أزره. وأخيرا عندما علم أنه لا خير يرجى من حسن بك قبل أول عرض موات عرضه عليه محمود باشا وسلم حسن بك إلى أخيه المغتاظ عن حق دون الاكتراث بمصير حسن بك. وإيضاحا