تركيا أو إيران فإنه يفتحه في دار الشيخ خالد وبحضور من اتفق على ذلك كلهم. وكان عثمان بك أول من اختبر في الأمر ، إذ تلقى بعد مدة قليلة كتابا من الشهزادة يدعوه به إلى كرمنشاه ويعده بتقليده منصب باشوية السليمانية. وقد أبلغ عثمان بك أخويه بهذا الكتاب من فوره وتسلم عبد الله باشا كتابا آخر بذات المعنى ، ولكنه أخفاه عن الآخرين خلافا للاتفاق الذي تم بينهم. ولم يعلم محمود باشا بحقيقة هذا الكتاب إلا بعد أن أنبأه به ساع سريع أرسله باشا بغداد الذي عرف بأمر الكتاب بطريقة ما ، والذي أوصى محمود باشا بإلقاء القبض على عمه. ما كان محمود باشا ليصدق الخبر في بادىء الأمر ، وقد رفض رفضا باتّا اتخاذ أية إجراءات إزاء عبد الله باشا ولكنه في الوقت ذاته قرر مراقبة حركاته عن كثب ، وأخيرا تأكد من «خزنة دار» عبد الله باشا بأن عمه كان يعد العدة للفرار إلى كرمنشاه ، فكانت نتيجة ذلك توقيفه.
وفي العام الماضي سلم باشا بغداد عبد الله باشا أو بالأحرى غدر به غدرا شنيعا بتسليمه إلى محمود باشا ، فأمسى عبد الله باشا تحت رحمة ابن أخيه الذي لو كان في موقف المنتقم منه لخف في القضاء عليه سرا أو علانية دون إبطاء ودون خشية حساب ، ولكن لم يخطر على بال محمود باشا شيء من هذا القبيل ، بل عامله بالحسنى ، ومنحه منطقة من أحسن مناطق كردستان ليستعين بمواردها على عيشه ، علاوة على تسويته جميع الديون التي أثقلت كاهله خلال مكوثه في بغداد ؛ وفي الحقيقة أنه منحه أكثر مما يستحق ، هذا إذا اعتبرنا احتياجات عبد الله باشا ذاته ومطالب أعضاء عائلته الآخرين. وعلى ذلك فإن مقابلة هذا المعروف ، تلك المقابلة المشينة ، لم تكن منبعثة إلا عن حالة سوداوية.
١٠ تموز :
مكث الباشا معي بعض الوقت هذه الليلة ، وكان منقبض النفس