الرأي في الشؤون العامة. فقد تتفق مع الرؤساء البلباسيين على صفقة تجارية ، فينهض فجأة أحد أفراد العشيرة ويقول : «لا أوافق على ذلك» وهذا القول وحده يكفي للقضاء حالا على الاتفاق بكامله. ومن ذلك أن عبد الرحمن باشا بعد أن انتهى من حرب اشتبك فيها مع البلباسيين عقد معاهدة تنص على زيارة كاكا حسن أو الأخ حسن رئيس البلباس السليمانية على أن يبقى سليم بك شقيق الباشا رهينة عند البلباسيين. وعندما شرع كاكا حسن بالرحيل وضع أحد أفراد العشيرة يده على قبضة خنجره وقال بكل هدوء «إذا قبض البابانيون على كاكا حسن فهم قاتلوه لا محالة ، وسيفخرون بعد ذلك بإراقة دم رئيس بلباسي ، وعلى هذا فمن الأفضل لي أن أقتله بنفسي هنا». وضاعت كل محاولة لرد ذلك الرجل عن غيه سدى ، وعلى ذلك امتطى سليم بك جواده وقرر الرجوع إلى منطقته ، دون أن يرى باعثا للتكلم مع كاكا حسن. وبعد أن ابتعد قليلا ، غيّر الوحش رأيه في الأمر فصار يصرخ من ورائه ويدعوه إلى العودة قائلا : «خذ كاكا حسن واذهب معه سوية ، فإننا لا نريد رهينة ، وإن كنتم رجالا فستعاملونه بالحسنى ..» (١) فاستحسن البلباسيون جميعهم هذا الرأي وسار البك وكاكا حسن إلى السليمانية سوية (٢).
__________________
(١) لا ندري أيصح أن نطلق كلمة «الوحش» على رجل هذا موقفه من كرامة عشيرته ، وهذا تفكيره في تقدير الأمور واحتمالاتها ، وهذا حله لها؟ ـ المترجم.
(٢) فيما يلي بعض المعلومات الإضافية الخاصة بالعشائر البلباسية مستقاة من أحد أفرادها وقد أضفناها هنا نقلا عن أوراق المستر ريج المتفرقة.
يتألف البلباسيون من العشائر التالية :
١ ـ (كابايزKabaiz) العائلة الحاكمة ، تتألف من مائتي شخص تقريبا. ٢ ـ (مه نزوور). ٣ ـ (مامش). ٤ ـ (بي ران). ٥ ـ (ره مك). ٦ ـ (سن) و (تافا) وهما يؤلفان عشيرة واحدة. ويسمى رئيس العشيرة ب (مه زن) ولكل رئيس بعض السراق الذين يسرقون له ، ويقدم له أفراد عشيرته الهدايا من الأرزاق من تلقاء أنفسهم وهذا كل