وبين البلباسيين فئة من القرويين أو التوابع ليس لها الحق في إبداء رأيها في شؤون العشيرة ، والعشيرة تعدها فئة وضيعة جدّا. وإنك لتجد هؤلاء الناس في جميع أنحاء كردستان وهم ليسوا بعشائريين أو قبليين. ورجال العشائر ينعتونهم ب «كه له وسبي» (Kalawspi) أي ذوي القبعات البيضاء وكذلك ب (كوران). والاسم الأخير هو اللقب الصحيح لأهالي سنه ، ورجال القبائل يصطلحونه للإهانة خاصة عند الإشارة إلى الجبناء. ألم يكونوا هؤلاء سكان البلاد الأصليين الّذين تغلبت عليهم العشائر الجبلية الشديدة البأس؟ وهنالك بعض العشائر المتشردة تابعة إلى حكومة (سنه) ، أما الأهلون المستوطنون فهم كورانيون بكاملهم (١).
__________________
مورده. ودية الدم بين البلباسيين اثنان وعشرون ثورا ، وقد تتبدل هذه بغيرها من المتاع الذي يعطى له في الغالب قيمة اسمية تزيد على ضعفي القيمة الأصلية ، وذلك عندما يراد حسم القضية حسما وديّا. أما قوانينهم فهي عاداتهم العشائرية يمارسها الرئيس ويساعده في ذلك مجلس شيوخ. ولا يعاقب على الجرائم بالإعدام إلا في جريمتي الزنى والإغواء وما يشابه ذلك. ولا يزوج البلباسيون بناتهم برجال من غير عشيرتهم أو من الغرباء ، هذا والغزل موجود في حياتهم الاجتماعية ، وهروب المحب بحبيبته للزواج منها أمر شائع بينهم. وإذا مات الرئيس منهم استخلفه أفضل الرجال أو أشجعهم من العشيرة ، أما إذا كان ولده الأكبر غير كفء على النهوض بأعباء الرئاسة فيخلفه أكفأ إخوانه. وإذا ما نصّب الرئيس لا يمكن خلعه. هذا وسلطات الرئيس معينة لديهم تعيينا ثابتا لم يحدث أن حاول أحدهم تجاوزها ، والبلباسيون في بلادهم لا يعترفون طواعية بسيادة أحد عليهم سواء أكان تركيّا أو إيرانيّا. ولكنهم حينما يهبطون منطقة (قه ره جوق) ـ وقد كفوا عن ذلك منذ عدة سنين ـ يقدمون بعض الأغنام إلى البك جزية. وهم يحبون السلاح حبا جما ، والكثير من البارزين منهم يملكون المعدات الكاملة من الدروع.
(١) يتبع البلباسيون طريق غريبة في معالجة الجروح إذ يضعون الجريح داخل جلد بقرة إثر سلخها ويخيطونه عليه مستبقين رأسه خارجا ، حتى يبدأ الجلد بالتعفن. ويقولون إن هذه الطريقة لا تفشل مطلقا في دمل أبلغ جروح الرماح والسيوف.