المضرب. وهذا المكان معرّض كثيرا لغارات قطّاع الطرق من عشائر الحدود.
لقد تضرر القطن كثيرا في هذا المكان من جراء الجراد الذي لا تزال الكثير من أسرابه تزحف على الأرض ـ والجراد لا يأكل إلا ما كان أخضر.
وقد أزعجتنا بعد الغروب بقليل أسراب كثيرة من بعوض ضخم وسام جدّا. وكانت الليلة باردة أما الصباح فقد كان أبرد منها. وقد ابتلت الأرض بالطل ، في حين إنك لا تجده في سهل السليمانية في مثل هذا الموسم.
٢٤ تموز :
كانت درجة حرارة أحد ينابيع مضربنا (٥٧) ، وقد قستها في فترات عديدة طيلة النهار فلم تتغير أبدا. وكانت درجة حرارة منبع في التلال فوق أحمد كلوان (٥٢) ، أما درجة ينبوع في واد قريب منا وعلى مستوى واحد تقريبا من مضربنا فكانت (٦٣) درجة.
وعلى تل يقع إلى الشرق منا وعلى الضفة الأخرى من نهر (قزلجة) توجد بقايا قلعة اسمها «قز قلعه سي» أو حصن الفتاة ، وهي ساسانية على الأكثر. وهناك بالقرب من مضربنا عدة أشجار من الحور وهي أضخم ما شاهدت في حياتي ، وكان محيط جذع إحداها ستة عشر قدما وهي في الحقيقة شجرة عظيمة جدّا ، وكانت اثنتين أو ثلاثة من هذه الأشجار مطروحة أرضا بضخامتها وقد علمت أنها تكسرت قبل عامين من جراء الثلوج ، ولم تتحمل ثقل ما تساقط عليها.
لقد باغت ذات مرة اثنا عشر بابانيّا معسكرا للإيرانيين في شرقي أحمد كلوان بميل واحد ، وهزموا عدة آلاف منهم ، في عهد سلطان (شاه