حسين) ، وكان (سليمان به به) آنذاك زعيم كردستان (١) وقد أحرز انتصارا في نفس اليوم على الجيش التركي.
ويوجد في كردستان نوع من الضفادع الخضراء تتسلق الأشجار ، وتتصيد الذباب والجراد بضربها بمخالبها الأمامية كما تفعل القطط. وقد شاهدتها تفعل ذلك عدة مرات ، وهي تشبه الضفادع الاعتيادية من كل الوجوه ، إلا في لونها الأخضر التفاحي ، ويجلدها الناعم الأملس. وقد رأيتها قابعة ليلا في الأدغال.
حضرت في أحمد كلوان لعبة قد تخلع أطراف أي رجل إلا إذا كان كرديّا قويّا ، ووصفها أن يجلس أحد الرجال على الأرض بعد أن يربط بإحدى ساقيه حبل يمسك بطرفه السائب رهط من اللاعبين ، فيجرون به الرجل ويسحبونه على الأرض الحجرية الوعرة ويدورون به كما يدور نوتية الباخرة ببكرة المرساة. ويربط بأحد أطرافه الأخرى حبل يمسكه من نهايته السائبة أيضا رجل آخر بمنزلة الحامي له ، يمنع الرهط من سحبه وجره بالسعي للقبض على واحد من المهاجمين دون أن يسيب الحبل من يده ، ومتى ما قبض على أحدهم وجب على هذا أن يأخذ دوره في القعود ليهاجم. وكان يصحب هذه الحركة صراخ وصياح وقفز ، أما الممثل أو اللاعب الأول في هذا المشهد فكان همجيّا مرحا اسمه «قادري
__________________
(١) وعليه لا بد أن يكون وقوع ذلك بين عامي ١٠٨٨ و ١٠٩٢ ه (١٦٧٧ ـ ١٦٨١ م). راجع الهامش (١) من الصفحة (٨٨). انتهت الحاشية. وقد سها المترجم من ذكر حاشية جاءت إيضاحا إلى عبارة : «إن أحد أجداده قام بخدمة جليلة لأحد السلاطين العثمانيين. إلخ» ـ الصفحة ٩١ السطر ١٧ ـ فرأى تثبيتها هنا وهي :
كان سليمان بابا أو (به به) ، قد ذهب إلى استانبول قبل مائة وخمسة وعشرين عاما ، أي عام ١٦٧٨ م ، فكوفىء لخدماته التي قام بها للأتراك إزاء الإيرانيين. وسميت عائلته بعد ذاك باسمه وهو به به أو بابا ، عوضا عن اسم العشيرة ، وقد علمنا سابقا أن اسمها كانت (كرمانج).