التلال وفي مكان غائر عجيب ، ولم تكن في موضع له محاسنه إذ إنها تحت صخرة كبيرة منعزلة يبلغ ارتفاعها مائتي قدم ، تعزلها عن الوادي الذي يسيل فيه النهر وتجعل مكانها مستترا دافئا. وترتفع التلال في الجنوب أو تلك التي عن يميننا ارتفاعا عاليا وهي في الظاهر مكوّنة كغيرها من جبال هذه المنطقة ، من الجبس المختلط بالحديد ومن بعض صفائح النورة ، وتكسوها أشجار البلوط. وتقع إلى يسار الصخرة العالية الجرداء وتحتها القرية ، وعلى قمتها آثار بناء. ولا تتجاوز المسافة بين التلال وبين الصخرة أكثر من ربع الميل ، أما في الشرق فالمسافة أوسع ، والمنظر في ذلك الاتجاه تحده الجبال البعيدة ، التي تكون سفوحها القريبة منها منطقة (ته ره ته وه ن) في كردستان ، أما السفوح البعيدة عنا فهي منطقة (ساقز) من (سنه) وهي إيرانية.
وتقع (بيستان) من أحمد كلوان باتجاه البوصلة ، بعشر درجات شمالية شرقية. أما (بانه) فموقعها من (بيستان) عشر درجات شمالية شرقية وعلى مسافة خمس ساعات. لقد وجدنا السيباطات مشيدة لنا في أعلى مكان من القرية ، قبالة دار البك ، والسكنى خارج القرية أفضل وأليق ، ولكن السيباطات كانت معدة ، وإني لا أود إتعاب الغير من أجلنا أكثر من هذا. والواقع أن السيباطات شيدت لسكنى البك في الصيف وقد تخلى عنها لنا.
وفي المساء دار بيني وبين البك حديث عن كردستان ، قال لي إن النسبة متباينة في العدد بين الكرد العشائريين والقرويين. ونسبة الأخيرين بنسبة الربع بل الخمس. وهو يقدر العشائر الرحل بعشرة آلاف عائلة يبلغ معدل الواحدة منها سبعة أفراد للخيمة الواحدة وهو يعتقد أن هذا تقدير صحيح نسبيّا ، ولا يعتقد تجاوز نفوس العشائر المستوطنة كال (كرمانج) و (نور الدين) و (شينكي) ثلث ذلك العدد ، أي ما يقارب الثلاثة آلاف عائلة (١).
__________________
(١) هذا ما يتعلق بمنطقة السليمانية ، ولا يشمل كوى سنجاق.