الرجال والنساء على الأقدام ، ويا لهم من قوم ذو بنية قوية لها محاسنها وجمالها. والنساء يرتدين القمصان والسراويل الزرق وعلى رؤوسهن قبعات صغيرة وشعورهن مجعدة مدلاة حول وجوههن ، ويضعن على أكتافهن (الجاروكة) وهي كالعباءة من نسيج محقق باللونين الأزرق والأبيض ، وهي في شكلها تشبه مشالح الجبليين في إسكوتلندة. و (الجاروكة) جزء من اللباس لا غنى لكل امرأة كردية عنه ، أما نسوة الطبقة الغنية منهم فيلبسنها محاكة من الحرير الأصفر والأحمر.
والرجال من الجاف يلبسون رداء يتمنطقون عليه من الوسط ، وسراويل خفيفة ، وأحذية محاكة من الصوف وهي من الأحذية المريحة جدّا للأقدام ، ويضعون فوق رؤوسهم قبعات مخروطية من اللّباد ، وكلهم مسلحون بالسيوف والتروس الخفيفة ، ويحمل البعض منهم المسدسات ، أما الفرسان منهم فيحملون الرماح على الدوام. وقد شاهدنا سيدة يظهر أنها ذات منزلة رفيعة بينهم تمتطي فرسا زوقت رأسها والصروع تزويقا غريبا بالأصواف والخرز ، وقد غطي السرج بسجادة تزين حافاتها الأهداب ، ومن ورائها حيوانان يحملان أمتعتها ركب فوق أحدهما خادم ، وكان إلى جانبها وفي خدمتها خيال مدجج بالسلاح. ولم نشاهد أي وسيلة للتحجب لدى أية امرأة منهن ، كلا ولا الفوطة التي تتلفع بها النساء العربيات.
و (بنجوين) التي جعلناها محطنا لبضعة أيام ، قرية كبيرة ذات موقع جميل في وهد بين التلال في الجانب الجنوبي من سهل نهر (قزلجة). ويقع منزلنا في أحمد كلوان من هذا المكان باتجاه (٥٥) درجة شمالية غربية ، وعلى مسافة ساعة واحدة للخيال الجاد في مسيره. أما اتجاه القلعة القديمة في (قزلجة) فشمالي شرقي على (٤٥) درجة.
كنا نجلس نهارا في جنينة ، تحت ظلال شجرة جوز بديعة تتدلى أغصانها على عين ماء حرارتها (٥٦) درجة.