التلال أمامنا ، وعلى يميننا أو على اتجاه شرقي جنوبي شرقي. وإلى الشمال الشرقي منا تنبسط عن بعد سهول (بان ليلاق) حيث تلوح أمامنا قمم بعض الجبال العالية وكانت رؤوس الجبال المتشققة تعلو أمامنا من كل الجهات. لقد استدرنا حول الجبل مدة من الزمن ، وفي العاشرة والثلث بدأنا نهبط منحدرا رهوا وهذا الجبل يتجه نحو الشمال الشرقي وحوالي الساعة الحادية عشرة والنصف بلغنا قرية (بايه ن كو) الكبيرة القذرة ، وهي في واد بأسفل المنحدر ، وتقع في منطقة ناحية (حسن آباد) ، وهنا اتصلنا بطريق (تبريز) وكان اتجاهنا العام شماليّا ، وسرعة سيرنا جيدة جدّا عدا مدة ساعة ونصف ساعة جوبهنا بها بصعوبات جمة في شق طريقنا فوق نيسم ضيق وعر متكسر الصخور يمر بطوار السفوح السحيقة من الجبال. لقد تركت قرينتي المدينة ممتطية جوادا في الغسق ، ولم تسبقنا إلا بساعة واحدة فقط إذ سلكت طريقا أكثر تمعجا من طريقنا وكان ما قطعناه في مرحلتنا هذا اليوم أربعة فراسخ.
٣١ آب :
امتطينا الجياد في السادسة إلا ثلثا ، وبعد أن استدرنا مدة في وهد ، وتقدمنا في مسيرنا ازداد انكشاف الأرض وظلت قمم التلال الشامخة ، وشاهدنا ونحن نسير في طريقنا بعض الأردواز والجبس وقليلا من نترات البوتاس ، أو ملح البارود ، أما التربة فلا نجزم بخصوبتها أو عدم خصوبتها ، وكان الزرع فيها قليلا وضعيفا ، وقد شاهدنا الكثير من ينابيع المياه في أول مسيرنا. تقع (بان ليلاق) إلى الشرق منا ، وهي مقاطعة تابعة إلى (سنه) ومنظرها أشبه بسهول تخترقه سلاسل من التلال ، وتعد ذات مناخ بارد جدّا خلال موسم الصيف. وكان طريقنا متموجا واتجاهنا شماليّا في الغالب. وكان الهواء لطيفا يذكرنا بمناخ بغداد في شهر كانون الأول. وفي التاسعة مررنا عن يسارنا بطنف اصطناعي منبسط أقامه نادر