شاه ونصب عليه خيمته فبقي هناك مدة أربعين يوما لعذوبة الهواء خلال حربه مع طوبال عثمان ، باشا بغداد. وفي العاشرة إلا ثلثا وصلنا خيام قرويي (كولانه) في مضاربهم الصيفية كما يفعل قرويو (به رروده ر). وكانت الخيام منصوبة بالقرب من الطريق غير بعيدة عن تل اسمه (طاوشان ته به) وقد سميت بهذا الاسم لكثرة ما يشاهد فيها من الأرانب أيام الشتاء. ولا يستخدم الإيرانيون الصقور في صيد الأرانب كما يفعل الأتراك بل يستخدمون السلاق في مطاردتها.
وجدنا خيمة بعمودين من خيام الوالي منصوبة لنا ، وقد فرشت بسجادة جميلة من مصنوعات (سنه) وبعض المدات من حولها ، أما الخيمة التي كنت أحملها معي فقد اتخذها عمر آغا سكنا له ، وأشغل عبد الله بك الخيمة الخاصة به.
إن الكرد كالإنكليز كثيرو الاشتغال بالسياسة ، ولم يتكلم كل من عمر آغا وعبد الله بك بينهما في السياسة طيلة مسيرة اليوم.
ولما كانت (كورانه) قرية تقع على الحدود بين منطقة (حسن آباد) و (قه ره تورآو) فإنها كثيرا ما تنتقل من أيدي سيد إلى آخر ، ويحكمها عادة أكثر حاكمي هاتين المنطقتين مصلحة فيها.
لقد تبين الآن أنه من المحتمل جدّا أن يتحتم علينا الذهاب إلى (بانه) للحاق بالوالي ، ولم يخبرني بذلك أحد من قبل خشية إحجامي عن الذهاب لبعد المسافة. إن (بانه) لا تنحرف عن طريقنا إلا مسيرة يوم أو يومين ، وكان سفري إليها مما يتيح لي فرصة مشاهدة قسم جديد وممتع من كردستان ، فقد كان من المؤسف أن أؤجل سفري إليها. وإن زيارتنا لكهوف (كرفتو) ستؤخرنا يومين آخرين ، الأمر الذي لا أريده ، إذ إن جماعتي كلهم مصابون بالحمى وإننا أصبحنا أشبه بمستشفى متنقل.