فيها مياه الأمطار بكثرة ، وذلك يدلنا على هطول الأمطار الغزيرة ليلة البارحة في هذه الأماكن. وفي التاسعة والنصف ارتقينا إلى أعالي الوهد ثم انحدرنا ثانية إلى الوادي فوصلنا قرية (كه له ك آوه) الكبيرة في منطقة (هوبه تووHobetoo) فشاهدنا أكواما كبيرة مكدسة من القش الخشن للاستهلاك الشتوي. وكان الأهلون يحصدون الحبوب ، أما الدخن فما زال أخضر يانعا وبعضا من الذرة الهندية ناضجا ، ويقال إن الشتاء في جميع هذه النواحي من البلاد قارص البرد. وكان الهواء باردا منعشا ، وكان في استطاعتنا استئناف السفر راكبين طيلة النهار دون أن تزعجنا الشمس.
اتجهنا إلى خيام القرية ، وقد نصبت في منتهى الوادي فوصلناها في العاشرة والدقيقة العاشرة (١) ، وكان موسم المضارب في العراء على وشك الانقضاء ، والأهلون أيضا على أهبة العودة إلى القرية. ولاحظنا أن درجة حرارة ينبوع ماء عذب قرب مخيمنا كانت (٥٠) درجة.
شاهدنا الكثير من الكركم (Crocus) الأبيض والأحمر ما زال موردا ، ثابتا في كل الأنحاء حتى في أواسط الطريق ، وطلبت من القرويين أن يأتوني ببعض جذوره لأخذها إلى بغداد فأتوني ببعض البصيلات من أنواعه المختلفة ، وأفادوا بأن البلاد كلها ترتدي حلة ورود في الربيع.
٢ أيلول :
مع أن الليلة كانت باردة جدّا فقد هاجمني البعوض ولم يدعني أتمتع بلحظة واحدة من الراحة. وكان الهواء صباح اليوم قارصا بدرجة ارتحت معها إلى لبس فروتي الصغيرة القديمة من جزة الخروف. امتطينا
__________________
(١) لا زال طريقنا هذا ، طريق (تبريز) الذي سننتهي منه غدا.