إنكليزية أو فرنسية ، وعن قيمتها المالية وغير ذلك ، وقال لي بأن شاه إيران وعده بثلاثة مدافع صحراء وطائفة من المدفعيين لتدريب جماعة من أتباعه عليها وأردف قائلا : «وأنا شخصيّا سأتعلم وأصبح كما سترى مدفعيّا جيدا كمدفعي إنكليزي. أما رأيت حصون القصر في (سونه)؟ إنني سأضع فيها مدفعا ، وأضع بعض الجاموس والأغنام على التل المقابل لها ، وسترى كم سأقتل منها يوميّا» لقد أصبح موقفه الآن وديّا ، والحديث معه وإن لم يكن مفيدا مما حواه من المعلومات إلا أنه كان مسترسلا لا تكلف فيه. ثم التفت إلى موسى خان وخاطبه بالكردية قائلا : «لقد جذبني والله هذا الرجل إليه» ، ثم قال لي : «أترغب في مؤاخاتي؟ إنه من الخير أن يكون للمرء صديق مثلي ، فأنا رجل غني». وقد جاء ذكر مكتبتي ، فانتهز عمر آغا الفرصة بلباقة وأخبره بأنني أرغب في الحصول على نسخة من كتاب تاريخ كردستان الشهير المسمى بتاريخ الكرد ، وكان عند ذاك في أوج بشاشته فقال : «أتريد تاريخ الكرد؟ إنك والله ستحصل عليه» ؛ لقد كنت في بحث مستمر عن هذا الكتاب منذ عدة أعوام.
وكان يستحق أن يتحمل المرء عناء السفر إلى (سنه) بغية الحصول على هذا الكتاب وحده (١) ويبدو أنه أخذته مؤخرا سورة دينية فراح يذكر ويسبّح ، وقال بأنه ينوي الحج إلى مكة ، ثم سأل بعض الحاضرين عن الوقت ، ولما أخبروه به تناول حبة صغيرة من الأفيون وأردفها بقطعة من السكر ، ودخنت الغلايين العديدة. ذكرت له رغبتي في الرحيل غدا ،
__________________
(١) توفق المستر ريج في الحصول على نسخة من تاريخ الكرد هذا ، ولكنني لا أتذكر الشخص الذي حصل عليه منه. والنسخة الآن في المتحف البريطاني مع بقية مكتبته الخاصة بالكتب الشرقية ـ الناشرة.
ملحوظة : ـ المقصود بهذا التاريخ هو الشرفنامة ، للأمير شرف خان البدليسي ، راجع الحاشية (١) من الصفحة ١٢ من مقدمة وتمهيد محمد علي عوني ، في الطبعة التي نشرها فرج الله زكي الكردي ـ ، طبعة القاهرة ـ المترجم.