فرجاني أن أؤجل ذلك إلى ما بعد الغد كي يقابلني ثانية. إنه جاءني في الساعة الرابعة ومكث عندي حتى قرابة الغروب ثم استأذن في الانصراف بلطف وظرف ، لقد كان يركب جوادا أو بالأحرى برذونا ضخما على برذعة مكسوة بالمخمل ، وكان خدمه يجفلون كلما التفت إليهم بغتة أو كلم أحدا منهم.
٩ أيلول :
كان عليّ أن أزور الوالي اليوم استئذانا بالرحيل ، وكنت قد طلبت إليه أن يضرب موعدا في وقت يكون فيه غير مشغول لأن الأوقات عندي سواسية فأجاب بأنه سيخبرني بذلك. لقد قضى الصبح بطوله في تصفية الحساب مع (بانه). إنه فقأ أعين ثلاثة رجال من أعيان هذا الجزء من المملكة ، ونفى نساءهم وبناتهم مع عدد غير يسير من الناس إلى (سنه). لقد شاهدنا رتلا طويلا من النساء فوق الخيول يقطعن السهل بحراسة بعض أتباع الخان وهم يسيرون راكبين بين النساء ؛ وكانت هذه مشاغل الخان صباح اليوم ومن حسن الحظ أنها لا تبدأ إلا في الحادية عشرة. وكلما كثرت أخبارنا عنه ازددنا كرها لوحشيته الطاغية. لقد ذهب بعد الظهر لمعاينة قرية كان قد استلبها وقبل ذهابه إليها بعث إليّ بخبر مفاده أنه قضى اليوم يعالج أمورا لم يستطع التخلي عنها ويرجو أن يزورني غدا فيودعني فيسير في اتجاه ونسير نحن في اتجاه آخر. وهذا التأخير في السفر أزعجني كثيرا ، فأوفدت إليه استمحيه العذر عن التأخر إلى الغد ، ولكنه كان قد غادر مكانه ، ولم يعد إلا في ساعة متأخرة من الليل.
أويت إلى مضجعي في الحادية عشرة ولم أستقر فيه إلا قليلا حتى جاء رئيس الفراشين ، وهو رئيس ناصبي الخيم ، قائلا بأنه تلقى الأوامر لتقويض الخيام حالا ، فاستغربت من هذه الخشونة المفاجئة وبقيت أنا وعمر آغا الذي حمل النبأ نجهل كيفية تعليله ، غير أني قررت الحيلولة